الخطاب الإلهى

الغاية العليا من صيام رمضان

حصر الأركان في العبادات هدفه صرف المسلمين عن الأهداف السامية للإسلام

يعتقد البعض أن العبادات غاية في حد ذاتها، ويكفي ان يؤديها المسلم ليصبح عابدًا لله حق عبادته.

ولكن المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، له رأي آخر، فهو يؤكد أن العبادات هي وسيلة لغايات أكبر وأسمى.

ويقول المفكر العربي، علي محمد الشرفاء الحمادي، في كتابه «المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، الصادر عن مؤسسة رسالة السلام للتنوير والأبحاث، أن صيام رمضان هو وسيلة فقط إلى غاية تسمى التقوى.

قال تعالى: (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة: 183).

فالغاية هي التقوى كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة: 21).

والتقوى هي أداء تكاليف العبادات كما أمر الله، والخوف منه يوم الحساب الذي يمنعه من ارتكاب أنواع المعاصي كافة، وكفّ الأذى والعدوان والبعد عن الظلم والبغي والتقرب إلى الله بتلاوة القرآن والتدبر في آياته واتباع ما أنزل الله وما حرمه، قال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة: 2).

وأضاف المفكر العربي، علي محمد الشرفاء الحمادي، أن الله يأمر المسلمين بالتوسع في أعمال الخير والإحسان والتعاون في سبل الخير كافة والإصلاح بين الناس والتكافل في مساعدة المحتاجين ورفع الضرر عن المظلومين والامتناع كليًّا عن مساعدة الظالمين، وإعانة المعتدين واتباع سبل العدل والدفاع عن الحقوق.

وأشار إلى أن الأمة قد ابتُليت ببعض فقهاء السوء الذين خدعوا الناس باجتهاداتهم استمدوها من روايات تدعم استنتاجاتهم لصرفهم عن الخطاب الإلهي للناس، وعمل هؤلاء بدعوتهم إلى حصر الأركان في العبادات، وعملوا على إلهاء الناس وصرفهم عن الغايات والأهداف العليا للإسلام واستبدالها بالوسائل.

لأن العبادات سهلة التطبيق ولا تحتاج إلى جهد في مجاهدة النفس وتطويعها وكبح جماحها في تدريبها على أخلاق القرآن وفضائله النبيلة التي أمر الله المسلمين بأن يلتزموا بها في معاملاتهم وسلوكياتهم.

وليس في كل الأحوال تكون النوايا حسنةً والمقاصدُ طيبةً، بل إننا نستشعر أن حملات استهداف الأمة فكريًّا وعقائديًّا كانت الروايات والإسرائيليات تقف خلف هذا الهدف للحيلولة دون قيام الأمة ونهوضها، لينشغل المسلمون في دوامة المناظرات والفلسفات المستوردة من أوروبا والانزلاق في تصديق الروايات التي فرقت المسلمين شيعًا وطوائف وأحزابًا يقاتلون بعضهم بعضًا في حين نقرأ في القرآن أنّ النبي جعله الله رحمةً للعالمين بقوله تعالى: (وما أرسلناك إلَّا رحمةً للعالمين) (الأنبياء: 107).

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى