TV

الغذاء سلاح اقتصادي سياسي

فرجاني: العمل المشترك هو الطريق الأمثل للتنمية القومية لدول المنطقة

كشف أستاذ الاقتصاد السياسي باﻷكاديمية العربية للعلوم اﻹدارية، د. خيري فرجاني، أنَّ الغذاء أصبح سلاحًا في يد الدول المنتجة والمصدرة، وذلك للضغط على الدول المستوردة لتحقيق أهداف سياسية.

وأضاف في تصريح خاص لـ«التنوير» أنه لا سبيل لمواجهة التحديات التي تواجه الأمن الغذائي العربي، إلا من خلال العمل الاقتصادي العربي المشترك.

وأكد على أن هذا هو الطريق الأمثل للتنمية القومية للمنطقة العربية بصفة عامة، حيث تشير العديد من الدارسات والبحوث إلى أن مشكلات المياه تعتبر من أكثر التحديات التي تواجه ليس فقط المنطقة العربية، بل العالم أجمع، لما تكتنفها من إشكالات مستقبلية خطيرة، خاصة وأن هذه المسألة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بموضوع الأمن الغذائي.

ملف الأمن الغذائي يهدد دول العالم أجمع وليس العربية فقط

وأشار «فرجاني» إلى أن ملف الأمن الغذائي يعتبر واحدًا من أكبر التحديات التي تواجه الدول المتقدمة والنامية على السواء، ولم تعد مشكلة الفجوة الغذائية مجرد مشكلة اقتصادية وزراعية فحسب، بل تعدت ذلك لتصبح قضية سياسية استراتيجية ترتبط بالأمن القومي والإقليمي.

ولفت إلى أنه يعتبر قطاع الزراعة والأنشطة المرتبطة به أحد أهم الركائز الأساسية فى اقتصاديات الدول في دعم ملف الأمن الغذائي، لأنه القطاع المسؤول عن توفير الاحتياجات الأساسية للشعوب، وتوفير المواد الخام اللازمة لكثير من الصناعات، بالإضافة إلى مساهمته الرئيسية في الناتج المحلي.

وأكد أن العالم العربي يواجه تحديات هائلة للحد من الجوع، وسوء التغذية، والمحافظة على إدارة الموارد بطرق مستدامة، بالإضافة إلى انتشار النزاعات والحروب المدمرة في عدد من دول المنطقة.

الدول المنتجة والمصدرة.. عوامل تزيد من أزمة الأمن الغذائي

وذكر أنه قد تفاقمت الأمور بسبب حالات النزوح الكثيفة في هذه الدول ووصلت إلى حد خطير على المستوى الإنساني، كذلك حالات الجفاف والتقلبات المناخية الحادة التي تشهدها المنطقة العربية بل والعالم أجمع، كما توجد تحديات هيكلية تتعلق بارتفاع النمو السكاني ومحدودية الموارد الطبيعية خاصة المياه، وزيادة التوسع العمراني، والنمو البطيء في إنتاج الأغذية، وانخفاض الإنتاجية بصورة عامة، والارتفاع الشديد في أسعار الأغذية وتقلبها، نظرًا لأن جميع الدول العربية هي مستوردة للسلع والمنتجات الغذائية، وتعتمد على الاستيراد لتأمين معظم احتياجاتها.

وأضاف: ومن ثم اتسعت الفجوة بين إجمالي الإنتاج والاستهلاك، ومن هنا يتزايد الاعتماد على الاستيراد لتلبية الاحتياجات، مما يجعل العالم العربي عرضة للارتفاعات الحادة في أسعار الغذاء وبالتالي تدهور أوضاع الأمن الغذائي العربي.

سياسات اقتصادية عربية مشتركة

وطالب أستاذ الاقتصاد بوضع وضع استراتيجية تقوم على أساس سياسات اقتصادية عربية مشتركة، لتحقيق مستويات عالية من الأمن الغذائي لمواجهة المخاطر والتحديات المستقبلية المتوقعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى