المرصد

السقوط في فخ الروايات (2-3)

السنة والشيعة لم يتمسكا بكتاب الله واستسلما للأحاديث المروية

نستكمل في هذا المقال، ما بدأناه في المقالة السابقة كشف الحقائق التي رصدها الباحث والمفكر الإماراتي، علي محمد الشرفاء الحمادي، في كتابه الكاشف للحقائق «المسلمون.. بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، والصادر عن «دار النخبة للطبع والنشر والتوزيع»، حول ما قام به علماء الطائفة المسماة بـ «السنة»، عندما وضعوا الأسس والقواعد التي تخدم مصالحهم على حساب الدين الإسلامي نفسه، حتى أنهم صاروا يمثلون هم أيضًا خطرًا على الإسلام والمسلمين، مثل اليهود والمجوس، وأتباعهم من الشيعة، حيث يقول المؤلف في كتابه المتميز: «ونظرًا لعدم التزامهم بأمر الله بالوحدة التي تتحقق نتيجة لتمسكهم بالخطاب الإلهي ــ كتابه المبين ــ اشتعلت الفتنة بينهم، مما أدى إلى الصراع والقتال فيما بينهم خلال أربَعَةَ عَشرَ قرنًا أو يزيد. وقد توعّدهم اللهُ سبحانَهُ وتعالى بقولِهِ:

(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شيءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إلى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُون) (الأنعام: 159).

وبهذِهِ الآيةِ يحذّرُ اللهُ سبحانَهُ المسلمينَ بأنَّ الرسول الذي جاء بدعوة التوحيد يدعوهم للتمسك بكتاب الله الذي يوحدهم ويحميهم من الفُرقة والتنازع فيما بينهم، لم يتبعوا ما بلغهم به من آيات الله التي تَحُث على الوحدة، وتفرَّقوا شيعًا وأحزابًا. فلم يَعُد الرسول منهم لأنهم اتبعوا روايات البشر وشياطينهم، فلم يَعُد المسلمون يتبعون الرسول بتفرّقهم وتشرذمِهم، وهو الذي يدعو للوحدةِ والتعاونِ والتآزرِ وعدم التفرّق فيما بينهم.

غضب الله عليهم عندما اشتعلت الفتن والحروب فيما بينهم، يدمِّرون أوطانهم ويقتلون أطفالهم ويستحيون نساءهم، ويسقط ملايين الضحايا الأبرياء، تسيل دماؤهم ظلمًا وعدوانًا لأنهم هجروا القرآن ولم يتبعوا المنهج الإلهي، فحذرهم الله بقوله تعالى:

(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ).. (طه: 124).

لذا فإنه لا يوجد نَص في القرآن الكريم باتباع أي من المذاهب التي ما أنزل الله بها من سلطان، وأن الخطاب الإلهي يدعو الناس كافة إلى الإسلام ووحدة الصف والاعتصام بحبل الله، ويحذر من تَفَرق المسلمين إلى فِرَق وطوائف وشِيَع مختلفة، بل الالتزام بتسمية واحدة هي (المسلمون)، والتي بالتمسك بها تزول أسباب الفرقَة والتحزب، وأن يكون الانتماء فقط للإسلام، تأكيدًا لقوله تعالى:

(وَمَن يبتغِ غَير الإسْلَام دِينًا فَلَن يُقبَلَ مِنْه وهُو فِي الآخِرةِ مِن الخَاسِرين).. (آل عمران: 85).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى