الخطاب الإلهى

الفرقان ينهى عن اليأس

القنوط يُعرّض الإنسان لأنْ تتخطفه الشياطين إلى الهلاك

ذمَّ الخطاب الإلهي اليأس والقنوط ونهى عنهما، فاليأس من الأمراض القاتلة للنفس البشرية، وهو أشد ما تُحاربه الشريعة الإسلامية وعلى المسلمين الابتعاد عنه.

جعله الله من صفات الكافرين حيث لا يأس مع الإيمان ولا إيمان مع اليأس، ويظهر هذا واضحًا في الآيات الكريمة.

قال تعالى: «يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ» (يوسف: 87).

اليأس يؤدي بالإنسان إلى الهلاك

اليأس يُعرّض الإنسان لأنْ تتخطفه الشياطين إلى الهلاك، فقال تعالى: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» (الزمر: 53).

إحساس الإنسان باليأس ينتج أيضًا من انحطاط الهمة والانشغال بأمور ليس لها أهمية، حيث يستغل الشيطان حب الراحة والدعة لدى الإنسان؛ فيصرفه عن الإيمان بدسائس ومكائد خبيثة.

ذلك يصيبه بالغفلة وانحطاط الهمة، فيقعده عن معالي الأمور، ويقذف به في النهاية إلى الهاوية، فقال تعالى: «قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ» (الحجر: 55-56).

وتعدَّدت آيات القرآن التي ذمَّت القنوط واليأس، فقال سبحانه: «وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ» (الروم: 36).

وقال: «وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ» (الشورى: 28).

الفرقان ذمَّ اليأس والقنوط 

يخبر الله عن الإنسان وما فيه من الصفات الذميمة، إلَّا من رحم الله من عباده المؤمنين، فإنه إذا أصابته شدة بعد نعمة، حصل له يأس وقنوط من الخير.

قال الله تعالى: «لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ» (فصلت: 49).

أحيانًا ما يحدث لدى للإنسان حالة يأس كأنه لم يرَ خيرًا ولم يَرْج بعد ذلك فرجًا، وإذا أصابه ضرٌ أو فقرٌ انقلب حاله.

قال تعالى: «وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ» (هود/ 11:9).

 أكدت آيات القرآن أنَّه لا يجوز أن ييأس المسلم مهما مرَّ بمصائب أو أمور صعبة في حياته، لأنَّ الأمر كله لله وعليه التمسّك بالأمل حتى ينال الخير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى