أركان الإسلام

القرآن لا يدعو إلى التواكل

الخطاب الإلهي ينافي السلبية والكسل

تعتمد دعوة الإسلام على التوكل لا التواكل، كما يدَّعي بعض المغالطين أن العقيدة الإسلامية تدعو إلى التواكل والسلبية وعدم الأخذ بالأسباب.

التوكل عبادة من أعظم عبادات القلوب وخُلق من أعظم أخلاق الإيمان وهو منزلة من منازل الدين، وضرورة في حياة المؤمنين كما أقرّ القرآن الكريم.

قال تعالى: «قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ» (هود: 88).

وكذلك قال تعالى: «وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا» (الطلاق: 3).

التواكل ليس من الإسلام

إذا كان التواكل يكون بترك الإنسان للعمل ويعتمد على غيره ليقوم به، أو أن الله سيعطيه ما يتمنى دون عمل، فإنَّ الآية تشير إلى التوكل لا التواكل، كما ذكر الدكتور عبدالمنعم فؤاد، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر.

التوكل معناه أنْ يعمل الإنسان ويسعى ويكد في الأرض ويتخذ كل الوسائل الممكنة وكل الأسباب في الوصول إلى ما يريد ثم يترك النتائج إلى الله.

اتهام الإسلام بالكسل والتواكل ترفضه الآيات القرآنية الكريمة التي دعت إلى عكس ذلك تمامًا ولم تحث المسلمين على التواكل كما يدّعي البعض.

التواكل يعني الاعتماد على الله تعالى في تحصيل النتائج دون الأخذ بالأسباب خلافًا لمعنى التوكل الذي دعا إليه الإسلام وهو الاعتماد على الله في حصول النتائج بعد الأخذ بالأسباب.

العمل شرط الإيمان

دعت الآيات إلى التوكل وربطت الإيمان بالعمل، واعتبرت العمل الصالح شرط للإيمان، فقال تعالى: «إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ» (العصر: 2/ 3).

وتعددت الآيات التي تدعو إلى العمل والتوكل، فقال تعالى: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» (التوبة: 105).

وقال الله تعالى: «هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» (الملك: 15).

وقال: «وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ» (هود: 123).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى