الخطاب الإلهى

القرآن يأمر بصيانة النفس البشرية

الجماعات الإرهابية تستغل الروايات المکذوبة في تبرير جراٸمها

كثُرت الأحداث التي تؤدي إلى قتل النفس البريئة ظلمًا وافتراءً دون أي ذنب، من قِبل جماعات متطرفة استغلت الخطاب الديني والروايات المكذوبة لتبرير أفعالها البعيدة عن القرآن.

كل ذلك يأتي بعيدًا عمّا أمر به الفرقان بصيانة النفس البشرية وحفظ الدماء التي تُهدر وتُسفك بغير حق بسبب تعصب فكري وصراع على السلطات.

ومن عظمة الشريعة الإسلامية أنَّ حرمة الدماء ليست قاصرة على المسلمين فحسب بل تشمل كذلك غير المسلمين، فحرّم الإسلام الاعتداء عليهم.

حرمة النفس البشرية في القرآن

قال تعالى: «وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا» (الفرقان: 68 -69).

قال الله تعالى: «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا» (النساء: 93).

وقال سبحانه: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» (الأنعام: 151).

جعل الله قتل النفس الواحدة مثل قتل جميع الناس، مبالغة في تعظيم أمر القتل الظلم وتفخيمًا لشأنه ومن أحياها كمن أحيا الناس جميعًا.

قال تعالى: «مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ» (المائدة:32).

الإسلام نهى عن سفك الدماء

ذلك يدل على تأكيد حرمة النفس البشرية والنهي الشديد عن ترويعه وتخويفه والتعرّض له بما قد يتسبب في أذى له.

وأتت الآيات لبيان تشديد الله في النهي عن قتل النفس بغير حق، صيانة لحرمتها وحقنًا لدمها، حيث أقفل جميع الأبواب المؤدية إلى إزهاق الأرواح من المسلمين أو غيرهم دون تمييز.

لم يفتح هذا الباب إلَّا في أمور خاصة لا علاقة لها بمعنى مصطلح الإرهاب نهائيًّا، وما نشهده اليوم من أحداث دموية لا تراعي دين ولا إنسانية.

قال الله تعالى: «وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» (البقرة: 190).

وكذلك حرَّم الله الانتحار، فقال سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا» (النساء: 29).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى