الخطاب الإلهى

القرآن يدعو إلی الأمن والأمان

الاستقرار والطمأنينة والسکينة حاجة أساسية للمجتمعات البشرية

الأمن نعمة عظيمة، بل يكاد يكون من أعظم النعم، حتى يشعر الإنسان بالطمأنينة والسكينة والرضا والسعادة، والشعور به غاية في الأهمية.

لا يستطيع الإنسان أن يعيش في بلده في حالة من القلق والخوف والتوتر، فالأمن هو حاجة أساسية للمجتمعات ولا يستغنى عنه بحالٍ من الأحوال.

قال الله تعالى: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ» (إبراهيم:35).

تحدثت الآيات الكريمة عن الأمن وكيف امتنّ الله على الأمم به والطمأنينة، كما تحدث القرآن الكريم عنه في مواضع مثل حالة مرتبطة بالإيمان الصادق البعيد عن الشرك ومظاهره.

الفرقان أرسى أُسس الأمن

جاءت الشريعة الإسلامية لتؤكّد تحقيق الأمن للناس، وقد أرسى القرآن الكريم بمنهجه الشامل الكامل الأسس التي يتحقق بها الأمن للناس.

هناك أسبابًا مادية ومعنوية تؤدي إلى الأمن، ولا بد من توفرها حتى ينعم الإنسان بالأمن في بيته ومجتمعه ووطنه.

قال تعالى: «وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ» (النحل:112).

الله سبحانه وتعالى يعطي عباده نعمة الأمن حينما يقيمون حدوده ويلتزمون منهجه وشريعته في الحياة ويجتنبون نواهييه.

مفهوم الأمن في القرآن الكريم مرتبط بمدى القرب من الله ، فكلما التزم الإنسان فيها حلّت به نعمة الأمن، وكلما ابتعد عنها حلّ به الخوف واستبد به القلق.

قال الله تعالى: «الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ» (الأنعام:82).

الأمن في القرآن له مفهوم شامل يتضمن الجانب المادي والمعنوي الروحي، فمن الناحية المادية على المسلمين أن يعدّوا أنفسهم ويتسلحوا بالقوة لتحقيق الأمن وردع الأعداء.

مفهوم الأمان في القرآن الكريم

قال تعالى: «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ» (الأنفال:60).

ومن الناحية الروحية يجب على المسلمين إقامة دين الله تعالى في الأرض، والالتزام بشريعته حتى يتحقق لهم الأمن النفسي والاجتماعي.

قال سبحانه: «هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا» (الفتح:4).

المسلم الذي يحقق معنى الإيمان الصادق بالله تعالى في حياته وسلوكه لا بد أن يشعر بالأمن الذي هو نعمة من عند الله تعالى.

قال تعالى: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ» (النور:55).

وقال سبحانه: «الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» (الرعد:28).

كما أن المجتمع المسلم الذي تجمع أفراده معاني الإيمان بالله تعالى وتجلّياتها من صدقٍ وتكافلٍ وتعاونٍ على البرّ والتقوى وتناصح وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر هو مجتمع يكتسب الأمن بفضل تلك المعاني السامية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى