الخطاب الإلهى

الكسب الحرام في الخطاب الإلهي

الإسلام أوجب تحرِّي الحلال واجتناب الشبُهات

العمل عِبادة.. هكذا حثَّنا الشرع الحنيف من أجل بناء وتعمير الأرض، إمتثالًا لقول الله سبحانه وتعالى: «وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» (التوبة: 105)

وقد فرَّق القرآن الكريم بين العمل المُباح الذي يدخل به المسلم جنات النعيم، والأعمال المُحرّمة التي تودّي بصاحبها إلى التهلُكة.

كما فرَّق الإسلام بين الكسب الحلال والكسب الحرام، الذي تكون عاقبته التهلُكة، فقال جلّ في علاه مُحذرًا عباده المؤمنين: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» (البقرة: 195)

وحثَّنا المولى عزّ وجلّ على العمل الصالح فقال الله سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ» (الْمُؤْمِنُونَ: 51).

وقال الله سبحانه وتعالى «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ» (فَاطِر: 10).

العمل الحرام كما أقرَّه الإسلام

يقول الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بأسيوط سابقًا، إنَّ هناك أعمالًا حرَّمها الإسلام ولا يجوز للإنسان أنْ يعمل بها.

وأكد «مرزوق» أنَّ الإسلام حرَّم على كل مسلم أيّ كَسْب حرام، أو أيّ كَسْب فيه شُبهة حرام، حمايةً لذمة المسلم وصَونًا لماله وعِرضه وأولاده.

ومن هذا المنطلق نهى الشرع الحكيم المسلم أنْ يعمل في صناعة أو زراعة أو تجارة مُحرَّمة، قد يكون ضررها أكثر من نفعِها على الفرد أو الأسرة أو المجتمع، كالعمل في البِغاء، فقال الله سبحانه وتعالى: « وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا». (الإسراء: 32)

كما حرَّم زراعة النباتات المُخدرة، أو صناعة الكحوليات أو الإتجار فيها فقال الله سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (المائدة: 90).

تعددت مصادر المال الحرام في الإسلام

وأضاف «عبدالرحيم» أنَّ الله حرَّم الكَسب الحرام الذي يحصل عليه الرجل من الرِبا، واعتبره من العمل الحرام، فقال الله سبحانه وتعالى: «الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» (البقرة: 275).

وقال تعالى في عاقبة المال الحرام المُكتسب من الرِبا: «يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ» (البقرة: (276))

وأكد أنَّه يجب على الإنسان أنْ يتحرى الحلال، بعيدًا عن الأموال الحرام ليُنقذ نفسه وأهله من النار كما قال الله سبحانه و تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..» (التحريم: 6).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى