الخطاب الإلهى

المؤامرة على الخطاب الإلهي «2»

القرآن كشفت أكاذيب اليهود وأصحاب المطامع الخاصة فتآمروا عليه!

« اليهود شعب الله المختار ».. أكذوبة أطلقتها حاخامات اليهود ليوهموا العالم بأنهم أبناء الله، وهبه الله في الأرض ليسودوا العالم ويحكموه.

وعندما بعث الله النبي محمد صلي الله عليه وسلم بالقرآن الكريم كشف خداع اليهود وزيفهم وأنهم ليسوا شعب الله المختار، فقرروا التأمر على القرآن الكريم.

في السطور التالية نستكمل الحلقة الثانية من مؤامرة اليهود وبعض الفرق والجماعات المتطرفة على القرآن الكريم وهو الخطاب الإلهي الموجه مباشرة إلى الناس أجمعين.

يقول الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد صلي الله عليه وسلم: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ» (سبأ 28).

ويقول الله عز وجل: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ» (الأنبياء 108)

وعندما اكتشفت اليهود وبعض الفرق المتأسلمة مثل الشيعة وغيرهم، أن القرآن الكريم ينزع عنهم سيادتهم وريادتهم تآمروا عليه بدس الروايات والإسرائيليات المكذوبة على الرسول لصرف الناس عن القرآن الكريم.

اليهود تآمروا على الخطاب الإلهي بعد أن نزع سلطانهم

يقول الكاتب والمفكر الإماراتي الكبير محمد علي الشرفاء الحمادي في كتابه «المسلمون بين الخطاب الإلهي والخطاب الديني»: “.. ولما اكتشفوا أن القرآن كلام الله بحق، وأنه سوف يحتل مكانة عند الناس، قد تطغى على مكانتهم وتضيع امتيازاتهم.

بالإضافة إلى أنَّ القرآن قد كشف طبيعتهم الأنانية والإجرامية، واستحلال حقوق الناس، وحقيقة أهدافهم وحذّر الناس من خداعهم وما يطمحون إليه من السيطرة وحب المال، يستبيحون في سبيله كلَ المحرّمات ولم تمنعهم كتبهم من قتل أنبيائهم والتآمر عليهم.

يقول الله سبحانه وتعالى (ألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أَوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أن تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) وَاللَّهُ أعْلَمُ بِأعْدَائِكُمْ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ  نَصِيرًا(45).

ويقول تعالى:( مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفَونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُوَلُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيَنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِألْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأقْوَمَ وَلَـٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا 46) (النساء 44-46)

لذلك استطاع اليهود زرع الروايات الإسرائيلية، على لسان الصحابة على أنّها أحاديث الرسول عليه السلام كذباً وافتراءً، فانطلقت الخدعة على المسلمين ونجحت خطط اليهود الجهنمية والشريرة في صرف المسلمين عن كتَابهم الذي يهدي للتي هي أقوم تأكيداً لقوله تعالىَ (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أنَّ لَهُمْ أجْرًا كَبِيرًا) الإسراء9.

مؤامرة المجوس على الخطاب الإلهي

ويضيف المفكر الكبير علي محمد الشرفاء: وشاركهم في تنفيذ نفس مخططهم الخبيث علماءُ المجوس، الذين أخذتهم العزة بالإثم حينما استطاع المسلمون بأعدادهم القليلة نسبة لجيش الفرس بقيادة «رستم» أن يهزموا الإمبراطورية الفارسية ويتسببّوا في سقوطها.

فقررّوا الانتقام من العرب المسلمين، عندما اكتشفوا أنّ انتصار المسلمين عليهم لم يكن بسبب القوة العسكرية أو كثرة عددهم ولكن بما يحملونه في عقولهم وقلوبهم من إيمان بما أنزله الله عليهم في كتاب كريم وهو القرآن وأنه سر الانتصار فاتخذوه هدفاً ليصرفوا المسلمين عن الخطاب الإلهيّ القرآن الكريم.

وأشار «علي الشرفاء» إلى أن المتآمرون قاموا بدفع بعض علمائهم للدخول في دين الإسلام ليتعرفوا على أسراره، ويكتشفوا مواطن الضعف عند المسلمين ليستطيعوا أن يوجهوا سهامهم المسمومة إليه.

ولذلك استحدثوا روايات تعتمد في ظاهرها على اجتزاء بعض آيات القرآن الكريم ونسبوا تلك الروايات إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، لمحاولة الإيحاء للمتلقّي بتصديق رواياتهم، نسبوها لبعض الصحابة الذين أحاطوهم بهالة من القدسية من أجل أن تكون للروايات المصداقية.

ويبرر المفكر الكبير علي الشرفاء سبب ظهور الطوائف والجماعات المتشددة فيقول: وعندما تعددت مصادر الروايات ومقاصدها نشأت طوائف تبنّت كل طائفة مرجعيةً خاصةً بها وروايات تستند إليها في شرح توجهاتها الدينية، واعتمادها أساساً للخطاب الديني لديها  فأصبح  لكل طائفة لها خطابُها الدينـي الخاص بها.

وبذلك تعدّدت المراجع وانتشر الفكر التكفيـري فأصبحت كل طائفة تكفّر الأخرى بل وتعتقد بأن قتالهم جهاد في سبيل الله، وكلٌ منهم يقاتل أخاه المسلم وكل منهم يعتقد بأنه يجاهد في سبيل الله ويسقط القتيلان وكل منهم يهتف الله اكبر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى