المحرمات في الإسلام كما وردت في القرآن
الأصل في الأشياء الإباحة إلا ماحرَّم الله في الخطاب الإلهي

لم يترك القرآن الكريم شيئاً إلا وتحدث عنه، ومن ذلك المحرمات التي حرمها الله على الإنسان من أجل حماية دينه ونفسه وماله، كما جاء في سورة الأنعام: «قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ مِّنْ إمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَواحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ* وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ* وَأَنَّ هَـذَا صِراطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».
المحرمات في الإسلام
هذه الآية حددت بشكل شامل المحرمات في الإسلام، وأباحت أكل معظم الأطعمة والأشربة والنباتات والفواكه والحبوب التي لم يثبت ضررها، وكذلك أنواع الفرش، والأثاث، والآلات المستحدثة، وكذلك البيوع والعقود المستحدثة، مثل بعض الأنظمة التجارية، وكذلك بعض المعاملات الجديدة في البنوك التي تتفق مع الشريعة الإسلامية.
وباتت هذه الآية سنداً وقاعدة في جميع القضايا المسكوت عنها، والتي كانت مدخلًا للجماعات التكفيرية لتحريم كل شيء لم يرد ذكره في القرآن الكريم، وفي مقدمتها الأمور العصرية المستحدثة مثل التصوير والتمثيل والبنوك والأنظمة الحاكمة.
في المقابل، نجد أن الروايات الملفقة حرمت على المسلمين كل المباحات في الشرع الكريم، مستندين إلى أحاديث منسوبة إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم. آية كاشفة وجامعة يقول الله سبحانه وتعالى: «هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا» (البقرة: 29)،
والأية كاشفة وجامعة وتؤكد صراحة أن الله تعالي خلق الأرض وما فيها من أجل الإنسان، وأنه لم يحرم على الإنسان إلا أشياء محددة وثابتة بنصوص القرآن الكريم حيث قال تعالى: «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ» (الأعراف: 32).
وآية الأعراف على وجه الخصوص تدحض جميع مزاعم وأفكار الجماعات الإرهابية المتشددة التي حرمت على المسلمين كل شيء بما فيها الزينة والطيب والطعام الحلال.
والمتأمل في قول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام حيث يقول سبحانه وتعالى: «قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً» (الأنعام: 145).
الله عز وجل خلق العالم للإنسان
وقد أكد العلماء أن الله عز وجل خلق العالم للإنسان، فلا يكون شيء منه حرامًا إلا ما كان بنص قرآني صريح، اعتماداً على القاعدة الإسلامية «الأصل في الأشياء الإباحة». «الإباحة هي الأصل» طبقًا للآيات القرآنية فإن الإباحة هي الأصل العام المطلق في كل شيء، وأن التحريم هو المقيد، إلا أن الجماعات التكفيرية انقلبت على القاعدة الشرعية وجعلت «التحريم» هو الأصل، و«الحلال» هو الفرع المقيد، إستنادًا على عقيدة وأفكار سلفية تتنافى مع صحيح القرآن الكريم وهي ما يطلق عليه «سد الذرائع»، وهي لقاعدة التي يستخدمونها لتحريم كل شيء بحجة حماية عقيدة المسلم.