المرصد

ماذا قدمت «المراجع الدينية» للإسلام؟

الفرق الإرهابية اعتمدت على روايات متعددة وحكايات متواترة من كتب التراث

Latest posts by المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي (see all)

لقد أصبح الأمر يتطلب وقفة مسئولة تجاه قضية المراجع الدينية وهي مسألة ضرورية ومهمة، لتصحيح المفاهيم المغلوطة في التفاسير والاستنباطات التراثية، وما ترتب عليها من طمس قيم العدالة والرحمة والسلام، والعالم اليوم في أمس الحاجة الملحة لإعادة الحقيقة المختطفة، بسبب الروايات وما سبّبته من تغيير في النفسية الإنسانية من نفس وادعة تحب الحياة وتحب الخير على الفطرة، إلى نفوس مسعورة متوحشة تكره الحياة وتكره الأمن والاستقرار للناس حينما تحوّلوا إلى شياطين تقتل بلا رحمة وتدمر بلا إحساس، وأصبحوا قنابل موقوتة تدمّر في طريقها كل شيء، وملأت النفوس حقدًا وهمجية حتى أصبح خطاب الكراهية أسلوب حياة وسلوكًا تعبّديًّا عند بعض الفرق كالسلفية والوهابية والإخوان المسلمين والتكفير والهجرة والخوارج وداعش وغيرهم.

حينما اعتمد قادة الفرق الإرهابية على روايات متعددة وحكايات متواترة وافتراءات ظالمة تناقلتها كتب التراث على مدى أربعة عشر قرنًا، تتناقض مع القرآن الكريم. حاملو الرايات السوداء يستمتعون بقتل الأبرياء، ويستهينون بكل القيم الإسلامية، يستحيون النساء ويسحلون الأطفال ويدمرون البيوت على ساكنيها دون رحمةٍ أو وازعٍ من ضمير، إنهم مجموعة شريرة يتضاعف أعدادها بالآلاف سعيًا وراء الوهم الموعود؛ جنة عرضها السماوات والأرض تنتظرهم وحور عين سيستقبلونهم بالطبول والدفوف. فاقدو الواقع وما فيه من متع الحياة يعيشون في العالم الافتراضي ويسعون خلفَ وهمٍ يخفّف عنهم معاناتهم في الحياة ويزيد من ذلك تناولهم المخدرات التي تفقدهم السيطرة على إرادتهم وتشلّ تفكيرهم، مسخّرون لتنفيذ أوامر قادتهم وأمرائهم. وقد وعد الله الإرهابيين بقوله سبحانه: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم)، أما الذين وعدهم الله بالجنة فهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وأنفقوا في سبيل الله واتبعوا النور الذي أنزله على رسول الله والتزموا بقيم الرحمة والعدل والسلام، وحرّموا على أنفسهم الظلم والاعتداء على الناس وقاتلوا في سبيل الله دفاعًا عن أعراضهم وأموالهم وأوطانهم، أولئك هم فقط الذين سيكون جزاؤهم الجنة خالدين فيها، وأمّا المفسدون في الأرض والمجرمون والظالمون، فقد حرّم الله عليهم الجنة وجزاؤهم نار جهنم خالدين فيها أبدًا لعنهم الله والملائكة والناس أجمعين، خسروا الدنيا والآخرة.

 

 

المصدر:

«المسلمون.. بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، والصادر عن «دار النخبة للطبع والنشر والتوزيع»، للباحث والمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى