الإسلام بين طريقين (2-2)
الإيمان بالله ربًّا وبكتابه هاديًا وبرسوله إمامًا.. أو نسير وراء الروايات

بعد كل ما مر به المسلمون منذ وفاة الرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام، وحتى يومنا هذا، وهو ما ذكرناه في المقال السابق، للباحث والمفكر العربي، علي محمد الشرفاء الحمادي، في كتابه الصادم «المسلمون.. بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، والصادر عن «دار النخبة للطبع والنشر والتوزيع»، فإنه لم يعد أمام المسلمين سوى طريقين لا ثالث لهما، وهما:
«أولاً: إما أن نَتّبع ما بَلّغنَا به رسولُ الله من آيات كريمة في كتاب كريم، أن نؤمن بالله الواحد الأحد ربًّا وبكتابه هاديًا ومُرشدًا وبرسوله نبيًّا وإمامًا وداعيًا إلى الله وسراجًا منيرًا يدعو لعبادة الله الواحد الأحد، ويأمر المسلمين بالاعتصام بكتاب الله الكريم، وأن يكون القرآن وحده مصدر التشريع لهم، وأن يضعوا تشريعاتهم حسب متطلّبات عصرهم، مسترشدين بالتشريعات الإلهية في كتابه الكريم، أساسها العدل والمساواة والرحمة، والامتناع عن الفساد في الأرض، وعدم العدوان على النفس وعلى الممتلكات دون وجه حق اتباعًا للمنهج الإلهي، متخذين القرآن منهجهم ورسول الله قدوتهم بعمله وسلوكه وسيكون جزاؤهم يوم القيامة كما قال تعالى:
(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير).. (البروج: 11)
ثانيًا: وإمّا أن نتّبع الروايات والذين روجوا لها على لسان الصحابة ممّن يُسمَّونَ علماء الدين وعلماء الحديث وشيوخ الإسلام، وأقحموها في قناعات المسلمين فَفَرقَتهم شيعًا وأحزابًا يضربون أعناق بعضهم بعضًا، وكلٌّ منهم يحمل شعار الله أكبر، ويدّعي أنه صاحب دعوة الحق وما عداه كافر، مُعَرّضين أنفسهم لغضب الله وعقابه في الدنيا ويوم الحساب، وما زال المُسلمَون يعانون من نتائجها حتى اليوم، حيث سيكون جزاؤهم عند الله سبحانه بقوله:
(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى).. (طه: 124)
ذلك سيكون جزاء الذين أعرضوا عن القرآن والتدبر في آياته واتباع أوامر الله التي تدعو الناس لما ينفعهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة».