اليمين المُتطرِف في مواجهة الخطاب الديني
المُتشددون صدَّروا صورة سيئة عن الإسلام.. والغرب يرُد بالإرهاب

إنتشرت بصورة كبيرة أشكال العُنف والإرهاب ضد المسلمين في العديد من البلاد الغربية، وهو ما يهدد حياة ملايين المسلمين، فضلاً عنْ تشويه صورة الإسلام في هذه الدول.
العلماء الذين قاموا بدراسة أسباب إنتشار هذه الظاهرة في المجتمعات الغربية أجمعوا على أنَّ الخطاب الديني المُتطرِف هو السبب الأول في تشويه صورة الإسلام وتنامِي حركات العُنف ضد المسلمين.
حيثُ أنَّ دُعاة الفتن والتطرُف ألصقوا بالإسلام أفكار مُتطرِفة لا علاقة لها بالإسلام، رغم بُعدها التام عن صحيح الدين الذي دائمًا ما يدعو إلى المحبة والعدْل والتسامُح والرحمة.
كما صدَّرت الجماعات الأصولية المُتشددة صورة سلبية وغير حقيقية عنْ الإسلام، وهو ما نتج عنه قيام اليمين المُتطرِف بتبني أعمال وأفكار مُتشددة لمواجهة تمدُّد الإسلام بالغرب.
التطرُف الديني الغربي يحرِق المصاحف
الخطاب الديني المُتطرِف هو الذي دَفَع رئيس حزب «تشديد الإتجاه» الدنماركي وهو من التيار اليميني المُتطرِف، لحَرْق نُسَخ من القرآن الكريم، بذريعة الإحتجاج على أداء صلاة الجمعة، أمام مبنى البرلمان الدنماركي.
وقام رئيس الحزب بهذا العمل المُتطرِف إحتجاجاً على قِيام المسلمون بأداء صلاة الجمعة أمام البرلمان، للتعبير عن إحتجاجهم بشأن مجزرة المسجدين في (نيوزيلندا) بعد حصولهم على التصاريح القانونية اللازمة.
كما قامت مجموعة يمينية مُتطرِفة بمحاولة عرقلة الصلاة منْ خلال إحداث ضَجيج بواسطة أبواق هوائية.
وحَولَ هذه الظاهرة قال مرصد «الإسلاموفوبيا» التابع لدار الإفتاء المصرية، أنَّ هذه التصرفات والأفعال العدائية تُعبِّر عنْ تطرُف وعُنصرية بغيضة تجاه الإسلام والمسلمين.
كما أنَّ تجاهُل هذه التصرفات يُعَدُ تجاهُلاً لحقيقة ثابته وهي أنَّ المواطنين الدنماركيين المسلمين جُزء لا يتجزأ من المجتمع وأنَّ لهم الحقوق والواجبات كافّة التي يتمتع بها الآخرين.
وأشار إلى أنَّ هذه التصرفات البغيضة والخسيسة هدفها إثارة الرُعب والفزع لدى أوساط المجتمع الدنماركى من الإسلام والمسلمين.
الخطاب الديني يدفع المجتمع لإنتخاب التيارات المُتشددة
ولفت (المرصد) إلى أنَّ إختلاق عدو يهدد أمن المجتمع وسلامته، بهدف التأثير على إرادة المواطنين ودفعهم مُستقبلًا إلى التصويت للتيارات اليمينية المُتشددة والمُعادية للأجانب بشكل عام والمسلمين بشكل خاص.
و أنَّ إصرار هذا النائب وأمثاله على إهانة الدين الإسلامي وإزدرائه يضع المؤسسات الحامية للقيَم الغربية على المَحَك.
وتساءل (المرصد) «كيف تسمح هذه المؤسسات بمرور مثل هذه الأفعال والتصريحات المستهجنة دون أدنى تعليق»؟
ودعا جموع المسلمين في الدنمارك إلى لعب الأدوار الإيجابية والفاعلة وتقديم النموذج والمَثَل في الولاء للوطن والدفاع عنْ مصالحه.