
الوحدة بين المسلمين في شتّى أمور الحياة من الأساسيات التي حددها القرآن الكريم، حيث قال تعالى: «إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ» (الأنبياء: ٩2).
وأكد سبحانه وتعالي نفس المعني وهو الوحدة بين المسلمين في موضع آخر فقال: «يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ .وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ» (المؤمنون: 51-52).
ونهى القرآن عن الفُرقة والتحزُّب حيث قال تعالى: «مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ» (الروم: 32).
الوحدة تحترم حقوق الآخرين
يقول الباحث الجزائري إبراهيم نويري، إنَّ الوحدة والترابُط بين المسلمين من أهم مقاصد الإسلام لانها تمثل مظاهر القوة للإسلام.
وأضاف أنَّ ذلك مبدأ الوحدة والإتحاد يُعدُّ بذرة طيبة لمشروع إنساني عام، يهدف إلى ربْط المسلم بضوابط قِوامها الحرية واحترام الحقوق المُتبادلة.
وأوضح أنَّه مشروع يُراعي ضوابط ومقاصد الشريعة ومقومات سعادة المجتمعات، لذلك فهو ضرورة مؤكدة وحاجة مُلِحة في آنٍ واحدٍ.
وأكد نويري أنَّ إحساس المسلمين بضرورة التعاون، منطقي وواقعي أيضًا، لأنه منبثق من أصول دينهم وإدراكًا لمخاطر التفرُّق والتشرذم الذي أضرَّ بها ضررًا فادحًا.
حماية الأجيال الجديدة من تأثير الغرب
ورأى «النويري» أنَّ الوحدة في المنهج الإسلامي، تستهدف إعزاز المسلمين وإحياء دورهم الحضاري الريادي، حيث إنَّ المقومات الجامعة من شأنها تقريب المسلمين.
وشدد على ضرورة استعادة قِيَم الوحدة الإسلامية وبلورة أطروحتها على الجماهير العامة والنُّخَب الواعية.
وأشار إلى أنَّ الأجيال الجديدة تقع تحت تأثير ثقافي وإعلامي غربي عنيف، يستهدف إبعادها بوسائل الدهاء والحيَّل والتخدير الصامت عن الثوابت التي تُكوِّن الهوية الفكرية.