حقيقة «الديانة الإسلامية»
بالآيات القرآنية.. الأخلاق والمبادئ المتضمنة للعقيدة الصحيحة

لأنه لا مرجعية للإسلام أصدق من كتاب الله، القرآن الكريم، فإن الآيات الواردة في تلك المقالة، هي أفضل وأصح الأدلة التي يمكننا الاعتماد عليها والوثوق بها عند الحديث عن حقيقة الديانة الإسلامية وما تنادي به الشريعة السمحاء.
وفي هذا السياق، يقول الباحث والمفكر الإماراتي، علي محمد الشرفاء الحمادي، في كتابه «المسلمون.. بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، والصادر عن «دار النخبة للطبع والنشر والتوزيع»، أن: «الإسلام في حقيقته هو الأخلاق والمبادئ الواردة في القرآن الكريم، وتتحدّد في أوامر الله تعالى ونواهيه للناس لِيَصِلوا إلى تحقيق مراد الله في آياته لينعم الإنسان في حياته الدنيا ليعيش آمنًا في مختلف المجتمعات البشرية، ترفرف عليهم بركات الله ورحمته آمنين من أهوال يوم الحساب باتباع التشريع الإلهي، لقوله تعالى:
(قُلْ تَعَالَوْا أتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسانًا وَلا تَقْتُلُوا أوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِاَلْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكَمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون. وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أشُدَّهُ وَأوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِاَلْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَها وَإِذا قُلْتُمْ فَاَعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أوْفُوا ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تذكرون وَأنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقْونَ).. (الأنعام: 151-153)
وقال تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمنُكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).. (النحل: 90)
وقال تعالى:
(وَإِمّا تُعرِضَنَّ عَنهُمُ ابتِغاءَ رَحمَةٍ مِن رَبِّكَ تَرجوها فَقُل لَهُم قَولًا مَيسورًا (28) وَلا تَجعَل يَدَكَ مَغلولَةً إِلىٰ عُنُقِكَ وَلا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلومًا مَحسورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبسُطُ الرِّزقَ لِمنَ يَشاءُ وَيَقدِرُۚ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبيرًا بَصيرًا (30) وَلا تَقتُلوا أولادَكُم خَشيَةَ إِملاقٍۖ نَحنُ نَرزُقُهُم وَإِيّاكُمۚ إِنَّ قَتلَهُم كانَ خِطئًا كَبيرًا (31) وَلا تَقرَبُوا الزِّنا إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبيلًا (32) وَلا تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلّا بِالحَقِّۗ وَمَن قُتِلَ مَظلومًا فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطانًا فَلا يُسرِفَ فِي القَتَلِۖ إِنَّهُ كانَ مَنصورًا (33) وَلا تَقرَبوا مالَ اليَتيمِ إِلّاَ بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ حَتّىٰ يَبلُغَ أشُدَّهُۚ وَأوفوا بِالعَهدِإِنَّ العَهدَ كانَ مَسئولًا (34) وَأوفُوا الكَيلَ إِذا كِلتُم وَزِنوا بِالقِسطاسِ المسُتَقيمِۚ ذٰلِكَ خَيرٌ وُأحسَنُ تَأويلًا (35) وَلا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌۚ إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالَفُؤادَ كُلُّ أولٰئِكَ كانَ عَنهُ مَسئولًا (36) وَلا تَمشِ فِي الأرضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخرِقَ الأرضَ وَلَن تَبلُغَ الجِبالَ طولا (37) كُلُّ ذٰلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكروهًا (38) ذٰلِكَ مِمّا أوحىٰ إِلَيكَ رَبُّكَ مِنَ الحِكمَةِۗ وَلا تَجعَل مَعَ اللَّهِ إِلٰهًا آخَرَ فَتُلقىٰ في جَهَنَّمَ مَلومًا مَدحورًا (39)).. (الإسراء: 28-39)
وقوله تعالى:
(فَما أوتيتُم مِن شيءٍ فَمَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا وَما عِندَ اللَّهِ خَيرٌ وَأَبقىٰ لِلَّذينَ آمَنوا وَعَلىٰ رِبّهِم يَتَوَكَّلونَ وَالَّذينَ يَجتَنِبونَ كَبائِرَ الإِثمِ وَالفَوَاحِشَ وَإِذا ما غَضِبوا هُم يَغفِرونَ٧) 3(وَالَّذينَ استَجابوا لِرَبِّهِم وَأقامُوا الصَّلاةَ وَأمرُهُم شورىٰ بَينَهُم وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ وَالَّذَينَ إِذا أَصابَهُمُ البَغيُ هُم يَنتَصِرونَ وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثلُهاا فَمَن عَفُا وَأصلَحَ فَأجرُهُ عَلَى اللَّهِۚ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمينَ وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعدَ ظُلمِهِ فَأولٰئِكَ ما عَلَيهِم مِن سَبيلٍ إِنَّمَا السَّبيلُ عَلَى الَّذينَ يَظلِمونَ النّاسَ وَيَبغونَ فِي الأَرُضِ بِغَيرِ الحَقِّۚ أُولٰئِكَ لَهُم عَذابٌ أَليمٌ وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذٰلِكَ لَمِنَ عَزمِ الأمورِ وَمَن يُضلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن وَلِيٍّ مِن بَعدِهِۗ وَتَرَى الظّالِمينَ لَمّا رَأوُا العَذابَ يَقولونَ هَل إِلىٰ مَرَدٍّ مِن سَبيلٍ). (الشورى: 36- 44)
إنّ أركانَ الإسلام من صلاة وزكاة وصيام وحج هي وسائل تُذَكِّر الإنسانَ بتلك التشريعات الإلهية والقيم والمبادئ التي ذكرها الله تعالى في الآيات الكريمة أعلاه، التي يجب على الإنسان أن يلتزم بها قولًا وعملًا يؤدي تكاليف العبادة ويعمل صالحًا فينال بذلك سعادتَه في الدنيا وسعادتَه في الآخرة».