نور على نور

أيادٍ خفية تحارب الإسلام! (1-3)

بالوقائع.. مؤامرة يهودية مجوسية وراء تشتيت الدعوة الإسلامية

أحيانًا ينجح الشيطان، في التسلل إلى أذهاننا وعقولنا، عبر مؤامرة خبيثة، ليوسوس لنا ويبث سمومه في عقيدتنا الدينية، من خلال التشكيك في بعض الأوامر الإلهية، مستشهدًا بأحاديث تنسب للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام، وتفسيرات منسوبة للصحابة، أو يقرها بعض أهل العلم وعلماء الدين في العقود السابقة، ونقع في حيرة شديدة، هل نصدق ما يتبادر لأذهاننا أم نرفضه، وهل يمكن أن يكون هناك تعارض بين آيات القرآن الكريم بعضها بعضًا أو بين ما أمرنا به الله وما أبلغنا به الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟

بالطبع لا يمكن أن يتعارض الدين في بعض مناحيه مع المناحي الأخرى، أو يصطدم كلام الله مع كلام رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، ولكن الحقيقة ــ كما يكشفها لنا الباحث والمفكر الإسلامي، علي محمد الشرفاء الحمادي، في كتابه المتميز «المسلمون.. بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، والصادر عن «دار النخبة للطبع والنشر والتوزيع» ــ هي أننا قد سقطنا فريسة لخديعة كبرى من اليهود والمجوس، الذين تسللوا إلى علمنا وفكرنا عبر مؤامرة حقيرة، ليبثوا سمومهم فيها، وينتقموا من العرب الذين احتضنوا آخر رسل الله إلى بني آدم، بعد أن كانت الرسالات السماوية حكرًا على بني إسرائيل.

وفي هذا السياق، يقول المفكر الإماراتي، علي الحمادي: لا أستبعد على الإطلاق أنَّ وراء تشتيت الدعوة الإسلامية وخلق بلبلة فكرية للمسلمين، أيادٍ خفية، قامت باستحداث رواياتٍ مختلفةٍ ومختلَقةٍ على لسان الصحابة، خلقت حالة من التناقضات والتجاذبات والاستقطاب الفكريّ، وأصبح لدى كل طائفة مرجعها الخاص، مما أدى إلى صراع فكري وجدلي ثم تحوّل إلى صراع مادي، نتج عنه اقتتال المسلمين بعضهم لبعض.

كانت تلك الأيادي الشريرة تعد خطتها الخبيثة سواء كانوا من اليهود الذين لم يتخيلوا أنْ يختار الله رسولًا من غير قومهم، بما يعتقدونه بأنَّ اختيار الأنبياء والرسل محصورٌ في بنـي إسرائيل، لأنهم شعب الله المختار، كما يؤمنون ويدّعون، أثار في نفوسهم حسدًا وغِـيرة لظهور نبي مرسل يحمل كتابًا إلهيًّا للناس كافة من الذين يسمونهم  بالأميين الذين ليسوا أهل كتاب كالمسيحيين واليهود، حيث كانوا لا يقيمون لهم وزنًا واحترامًا ويتعاملون معهم معاملة دونية، خلقت لديهم حسرة وانتقامًا بأن يظهر نبي منهم.

وبعد ما اطلع علماؤهم على آيات القرآن الكريم التي تحدثت عن اليهود استشعروا خطورة القرآن الكريم على مستقبلهم، مما سيؤدي إلى سقوط مكانتهم بين الشعوب وانحسار سطوتهم، والخطورة التي سيمثلها المسلمون إذا اتبعوا ما جاءت به الآيات من تشريعات للعلاقات الإنسانية في العبادات والمعاملات والحث على القيم النبيلة؛ من رحمة وعدل وسلام وتعاون ومساواة وتحريم الظلم وأكل أموال الناس بالباطل، مما سيعطل ما يسعون إليه من أطماع وأنانية، في الاستيلاء على ثروات العالم والسيطرة على مقدرات الشعوب.

لذلك شرعوا يبحثون عن مختلف الوسائل لصرف المسلمين عن القرآن الكريم، الذي هو أساس رسالة محمد صلّى الله عليه وسلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى