أركان الإسلام

بيانٌ لقومٍ يعقلون (3-6)

إن الدينَ عند الله الإسلام فلا مكان يوم القيامة لمذاهب أو لجماعات

المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي
Latest posts by المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي (see all)

كل المذاهب الدينية بمختلف مؤسسيها وفقهائها وأتباعها، استظلَّت بمصطلحات لا أساس لها من القرآن ولا مما بلَّغه رسول الله للناس من آيات بيّنات.

تلك المصطلحات مثل السنة والجماعة، بمختلف فِرَقها والشيعة الإثنا عشريّة وفِرَقها المختلفة التي نشأت لخدمة أغراض سياسية واستحقاقات دنيوية، ومكاسب أنانية تؤسس للفُرقة بنيانًا وتُعِد للصِدام أسبابًا.

يرفعون شعارات تستثير العصبيّة والنعرات الطائفيّة يترتّب عليها القتال وسفك الدماء بينهم، والله سبحانه يؤكد في منهج كتابه الكريم بقوله تعالى: «وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْموْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ» (الحج : 78).

حيث تؤكد هذه الآية أنَّ على المسلمين الجهاد بالتفكر والتدبر في القرآن ودعوة الناس بالكلمة والموعظة الحسنة بشرح رسالة الإسلام لغير المسلمين، وأن يجاهد المسلم نفسه ليكون قدوة بتعامله وسلوكه، ملتزمًا بقِيَم الفضيلة والأخلاق الكريمة التي يدعو إليها القرآن حين يدعو الناس في الدخول إلى الإسلام.

الموعظة الحسنة من أهم طُرق الدعوة لله

عندما يرى الإنسان الأفعال الطيبة عند المسلمين من رحمة وعدل وإحسان وخُلق كريم، فهذا يشجع غير المسلمين على الاقتناع برسالة الإسلام.

إن الدين عند الله الإسلام فلا مكان يوم القيامة لمذاهب أو لجماعة أو لأهل البيت أو للأشراف، بل في ذلك الموقف سيكون الإنسان إما مسلمًا وإما كفورًا.

فيجب اتباعها لأمر الله كما قال سبحانه: «وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» (آل عمران : 85).

فليحرص المسلمون جميعًا بعدم استخدام أي مسمَّيات ومصطلحات تُثير الفُرقة والتمزُّق، متّبعين مذاهب شتّى حتى لا يكونوا في الآخرة من الخاسرين.

لذا فعليهم اتّباع رسالة الخالق والإيمان بالقرآن تنزيلًا من الله لرسوله والإيمان بمحمد (صلى الله عليه وسلم ) رسولًا وإمامًا، أقام تكاليف العبادات واستبق الخيرات وعامل الناس بخلق حسن، فهو مسلمٌ وكفى به عند الله عبدًا مؤمنًا.

وسيكون جزاؤهم كما قال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ» (فصلت :30).

كما تؤكد الآية التالية، بأن الله سبحانه أرسل رسوله بدعوة الإسلام فقط، بقوله سبحانه و تعالى: «إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإسلام وَمَا اختلف الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ» (آل عمران : 91).

المصدر:

«المسلمون.. بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، والصادر عن مؤسسة رسالة السلام للتنوير والأبحاث، للباحث والمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى