تحذير من «التنمُّر» بين الأطفال
سلوکيات مرفوضة بين التلاميذ تتنافی مع تعاليم الإسلام

التنمُّر من الظواهر التي تنتشر بشكلٍ كبير وسيء بين النشء، ويُعتبر من السلوكيات المرفوضة التي تنافي قيمتي السلام وحسن الخُلق في الإسلام.
التنمُّر شكل من أشكال الإساءة والإيذاء والسخرية يُوجَّه إلى فرد أو مجموعة أضعف من قِبل فرد أو مجموعة أقوى بشكلٍ متكرر.
وجوده في أماكن تلقّي العلم من مدارس وجامعات أشد خطرًا وأعظم ضررًا، لكونه يتنافى مع دور التعليم في تهذيب السلوك وسمو الوجدان، ولأنَّ أغلب أضراره تقع على أطفال في مقتبل أعمارهم.
صفات ضرورية لتربية الأطفال
مواجهة التنمُّر وأضراره يحتاج إلى غرس التواضع وحُب الآخرين في الطفل منذ صغره، وتربيته على توقير الكبير والعطف على الصغير، وإيجاد بيئة اجتماعية جيدة للطفل من خلال انتقاء صحبة صالحة تعينه على فعل الخير، وحسن الخُلق.
تقويم الطفل وعدم تبرير أخطائه، ضرورة حتى لا يختل ميزان الخطأ والصواب لديه، مع مراعاة الرفق واللين، وأيضًا إبعاد الطفل عن مشاهدة أفلام الكرتون وألعاب الفيديو التي تنمّي العنف.
أعلى الإسلام من قيمة السلام، وأرشد أتباعه إلى الاتصاف بكل حسن جميل، والانتهاء عن كل فاحش بذيء، حتى يسلم كل شيء في الكون من لسان المؤمن ويده.
حرَّم الإسلام الإيذاء والاعتداء ولو بكلمة أو نظرة، فقال تعالى: «وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» (البقرة: 190).
الضرر الذي وجَّه الإسلام لإزالته ليس الجسدي فقط، وإنما وجَّه كذلك لإزالة الضرر النفسي الذي قد يكون أقسى وأبعد أثرًا من الجسدي.
الاستهزاء المستمر من شخص أو خِلقته أو اسمه أو مجتمعه يسبب له جرحًا نفسيًّا قد يستمر معه طوال عمره، وقد يدفعه إلى كراهية المجتمع، أو التخلص من حياته.
استمرار هذه الظاهرة لها خطورة كبيرة على المجتمع، حيث أنَّ السبب الرئيسي في انتشارها هو غياب دور الأسرة في تقويم سلوك أبنائها.
- إرساء تعاليم الدين في تعاملاتنا اليومية يحث دائمًا على التسامح وجبر الخواطر وهو ما يُلقي بظلال السلام النفسي على التعامل.
التنمُّر نتيجة تعاملات الوالدين
قال الدكتور جمال فرويز، الطبيب النفسي، إنَّ السبب في تنمُّر الطفل هو البيئة التي يعيش فيها، من خلافات أسرية بين الأب والأم وسوء التربية.
وشدد على أهمية تحسين العلاقات بين الزوجين وابتعاد الأطفال عن الخلافات، وعدم التلفظ أمام الأطفال بألفاظ غير لائقة.
- على مستوى المدرسة، أشار إلى أنه لا بد من ترغيب الأطفال في بعضهم البعض، وعدم التفرقة بين الطلاب والبعد عن الواسطة في المعاملة ولا بد من احتضان الأطفال، لأن سوء المعاملة ينتج عنه حرمان عاطفي للطفل ويؤدي إلى التنمُّر، مؤكدًا أن العقاب الجسدي والمعنوي يزيد من التنمُّر لدى الطفل.