
الشائعات من أبرز أساليب الأعداء التي يستخدمونها لتدمير المجتمع، وهذا يتنافى تمامًا مع ما فرضه الإسلام بالتحلي بالصدق محذرًا من الكذب.
الشائعة حجر عثرة لا يستهان بها، فكم من أمة دمرتها وجماعات فرَّقتها وأفراد أقلقتها وأسر فككتها ولوَّثت أبرياء وتسببت في جرائم.
قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» (الحجرات : 6).
قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ۚ وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا» (الأحزاب : 69).
قال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ» (النور: 11).
الإسلام حذَّر من نشر الشائعات بين الناس
ذمَّ الإسلام الذين ينقلون خبر السوء ويشيعونه بين الناس دون تعقّل في نتائج نقله، وما يحدث عنه من ضرر وخطر، كما ذكر الدكتور خالد سعد النجار، كاتب متخصص في الشئون المجتمعية.
وجَّه الله سبحانه وتعالى بالتحفظ عند سماع الأخبار والتثبّت من أحوال وظروف نقلها وعدم التسرع في رواية الأخبار ونشرها.
ووجَّه الله عباده أنَّه إذا ثبت لديهم الخبر فيما يتعلق بالأمور المهمة والمصالح العامة للأمة، مثلما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين أو بالخوف الذي فيه المصيبة في الدنيا أو الدين أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة الخبر.
قال تعالى: «وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا» (النساء: 83).
سلاح الأعداء لتدمير المجتمع
وقال الدكتور عبدالحليم منصور، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن الشائعات هي سلاح الحروب الحديثة التي تعتمد على تدمير المجتمع.
خطرها بالغ وتهدف إلى تفكيك الدولة والمجتمع، والنَّيل من الوطن والوقيعة بين أبنائه، وتعتمد على تضليل الناس لتمكين جماعات التطرف وجرّ المجتمع إلى العنف.
القرآن الكريم حرَّم المشاركة في ترويج الشائعات والأكاذيب والأقاويل غير المحققة والظنون الكاذبة دون تثبّت المرء من صحتها، لأنها تثير الفتن والقلاقل بين الناس.