نور على نور

تحرير العقول بما بلَّغه الرسول

التكليف الإلهي للنبي هو التذكير بالقرآن وليس بغيره

Latest posts by المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي (see all)

ببساطة الخطاب الإلهى كلام الله في كتاب مبين أنزله على رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، ليبلّغه للناس بلغة عربية واضحة لا لبس فيها ولا تعقيد ليبلّغ رسالة الإسلام للناس جميعًا.

أما الخطاب الديني فهو متعدد المراجع، مؤسَّس على أهواء النفس الأمّارة بالسوء، معتمدًا على روايات مفتراة على الله ورسوله، تتناقض مع مقاصد آيات القرآن الكريم الذي يدعو للرحمة والسلام والعدل والحريّة وعدم الاعتداء على الناس، بكل أشكاله المادية والمعنوية ومساعدة الفقراء والإحسان والتسامح والتعاون فيما بين الناس جميعًا.

الخطاب الدينى اخترقته الإسرائيليات ونشرته النفوس المريضة التي تحمل خطاب الكراهية والتميّز والاستعلاء على الناس، وأصبح الشيوخ والأئمة قضاة في الأرض، اختطفوا حق الله في مُقاضاة خلقه.

حين يقول سبحانه لرسوله: «وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ» (الرعد: 40).

فنصّبوا أنفسهم حكامًا على الناس يُكفرون البعض ويحددوا النار مصيرهم، ويُميزوا البعض بإيمانهم ويمنحونهم الجنة مُتناسين أن الحكم لله وليس لهم.

وسيكون لهم مع الله يوم الحساب شأنًا عظيمًا عندما يسألهم بقوله: «وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ» (الفرقان: 17).

ثم يقول سبحانه: «وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِيۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا (29)» (الفرقان).

فمن أتبع أصحاب الخطاب الديني المعتمدين على أصحاب الروايات ولم يتبع ما أمره الله باتباعه بقوله سبحانه: «اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ» ( الأعراف: 3).

وحينما أمر الله رسوله بأن يُبلغ الناس بالقرآن، قال سبحانه: «نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ» (ق: 45).

 

الرسول مُكلّف من الله بتبليغ القرآن دون سواه

وهذه الآية توضح بما لا يقبل الشك أن التكليف الإلهي للرسول هو التذكير بالقرآن وليس بغيره.

فهو الخطاب المعتمد من الله للناس ليهديهم إلى طريق الخير والصلاح.

ولم يُكلف الله سبحانه أحدًا من خلقه بعد رسوله محمد أن يصنع روايات مكذوبة ومفتراة على الله ورسوله لخلق عدة أديان ومذاهب مختلفة لتكون سببًا في تمزّق المسلمين وتفرّقهم.

والله يأمرهم بقوله: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا» (آل عمران: 103).

فحبل الله هو القرآن يحقق وحدة المسلمين، بينما مرجعيات الروايات تستهدف تفرّق المسلمين وتقاتلهم، نزعت من قلوبهم الرحمة والرأفة وأنتجت داعش والإخوان والتكفيريين والسلفيين والوهابية، وكثير من المجرمين الذين فقدوا إيمانهم واتبعوا الشياطين التي تتلوا عليهم روايات التكفير وخطاب الكراهية.

واختزال رسالة الإسلام فيما يقولون من أكاذيب وادعاءات، فرّقت المسلمين ودفعت بالشباب للانتحار وقتل الأبرياء ساء ما يعملون، إنهم أعداء الإنسانية أتباع الشيطان.

أمام المسلم خياران، إما يتّبع أقوال عباد الله التي سيحاسب عليها يوم القيامة بما تدعو له من تكفير وقتل وتشويه لرسالة الرحمة رسالة الإسلام.

وإما أن يتبع ما أنزله الله على رسوله في كتابه المبين من آيات بينات ترتقي به ليكون من عُبَّاد الله المخلصين الذين وعدهم الله يوم القيامة بجنات النعيم.

حيث وضع الله سبحانه القاعدة الأزلية التي ستُطبق على الناس أجمعين في الحياة الدنيا والآخرة، كما في قوله تعالى: «فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ (126)» (طه).

المصدر:

مقال «علي محمد الشرفاء يكتب: تحرير العقول بما بلّغه الرسول» المنشور في موقع الشعلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى