أخطاء شائعة

تقية الإخوان.. وإحراج المتهافتين

الجماعة الإرهابية تفككت تنظيمياً وبقاياها -في الداخل والخارج- لا حول لهم ولا طول

تحت العنوان أعلاه، كتب عماد فؤاد مقاله المنشور في جريدة «الوطن»، حول مراوغات جماعة الإخوان الإرهابية وتصريحاتها الأخيرة.. وجاء في المقال..

يقول الكاتب في مستهل المقال: «رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ».. ها هو إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية، يعلن على وكالة «رويترز» أن الجماعة لن تخوض صراعاً جديداً على السلطة بعد الإطاحة بها من الحكم قبل تسعة أعوام، وأنها لن تشارك في الصراع بين الأحزاب في الانتخابات السياسية أو غيرها التي تديرها الدولة.

مراوغات جماعة الإخوان الإرهابية

وأشار إلى أن تصريح إبراهيم منير لم يكن مفاجأة، وهو من قبيل تحصيل الحاصل فعلاً، فالجماعة الإرهابية على الأرض تفككت تنظيمياً وبقاياها -في الداخل والخارج- لا حول لهم ولا طول، وقد يكون هذا التصريح من باب التقية -وهو الأرجح- والتقية كمصطلح ديني تعني إخفاء معتقد ما خشية الضرر المادي أو المعنوي، وهي عند أهل السنة والجماعة فكرة طارئة، أو رخصة عارضة، أو هي حالة اضطرارية خلاف الأصل ألجأت إليها الضرورة والحاجة الشديدة، وهي سلوك مؤقت ينتهي بالنسبة للجماعة الإرهابية حال تحسن ظروفها.

وأكد الكاتب على أن علاقة جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسيسها عام 1928 مع أنظمة الحكم المختلفة، منذ الملكية وحتى سقوطها عام 2013، تؤكد أنها جماعة لا يمكن الوثوق بها.

وأضاف: أسس حسن البنا الجماعة في عهد الملك فؤاد، بإيعاز من سلطات الاحتلال البريطاني لضرب الحركة الوطنية، التي كان يقودها آنذاك حزب الوفد، كما كانت علاقة الجماعة مع الملك فاروق الأول جيدة للغاية، ورغم ذلك قامت باغتيال رئيس الوزراء أحمد ماهر عام 1945، وكررت فعلتها باغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي عام 1948.

الإخوان بعد ثورة يوليو

وتابع: بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، قام قائدها جمال عبدالناصر بحل كل الأحزاب السياسية عام 1953، وأبقى فقط على جماعة الإخوان، ولكنها حاولت اغتياله في ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954، ثم حدث الصدام الأكبر عام 1965، الذي انتهى بإعدام مفكر الجماعة سيد قطب عام 1966، وبعدها استكانت الجماعة حتى أعادها الرئيس السادات إلى المشهد العام مرة أخرى عقب توليه الحكم عام 1970، وقامت جماعة التكفير والهجرة -التي خرجت من رحم جماعة الإخوان- عام 1977 بخطف ثم اغتيال وزير الأوقاف الشيخ حسين الذهبي، ثم انقلب الإخوان على السادات، وقامت الجماعة الإسلامية -التي خرجت من رحم الإخوان أيضاً- باغتياله في أكتوبر 1981.

ولفت الكاتب إلى أن جاء مبارك للحكم، وكرر خطأ السادات، بالإفراج عن كل قادة الإخوان مرة ثانية، وعبر «اتفاق ضمني» أتاح لهم دخول البرلمان، واختراق جميع منظمات المجتمع المدني مقابل عدم مزاحمته على الحكم، وظل الأمر كذلك إلى أن وقعت أحداث 25 يناير 2011، وكان للإخوان اليد الطولى فى خلع مبارك رغم تحالفهم -غير المعلن- معه.

بالمراوغة… الجماعة تخدع كل من يتحالف معها

وذكر أنه بالمراوغة أيضاً خدعت الجماعة بعد ذلك كل من تحالف معها من القوى السياسية بشعار «مشاركة لا مغالبة»، وحصلت على الأغلبية في البرلمان، ورغم تعهدات قادتها بعدم الدخول في صراع الرئاسة، لكنهم تراجعوا، ووصل مرشحهم لقصر الرئاسة عبر انتخابات شهدت ملابسات أقلها معروف مثل تزوير بطاقات الانتخاب، ومنع الأقباط في صعيد مصر من المشاركة، وتبقى العديد من الملابسات الت ستتكشف في قادم السنوات.

وفي تأكيد على رؤيته يقول: الحقيقة التاريخية المؤكدة أن الجماعة الإرهابية لا عهد ولا ميثاق لها، وما أعلنه قادتها مؤخراً لن ينطلي على المصريين شعباً وقيادة.

سقوط الإخوان بإرادة شعبية

ويضيف: الحقيقة أيضاً تشير إلى أن تقدم الجماعة وتراجعها كان دائماً عبر قرارات سلطوية، ورهناً بإرادة وتوجهات نظام الحكم، ولكن سقوطها الأخير تم بإرادة شعبية كاسحة، وعودتها للحياة مرة أخرى باتت من المستحيلات.

وفي ختام مقاله يؤكد الكاتب على أن تصريحات القائم بأعمال مرشد الإخوان ليست ذات أهمية، لكنها قد تكون رسالة شديدة الوضوح -والإحراج- للمتهافتين على عودة الإخوان للمشهد السياسي مرة أخرى، ومن يزايدون على وطن بأكمله من أجل إشراكهم في الحوار الوطني، ومن يرون الجماعة الإرهابية كفصيل سياسي أخطأ.. وعفا الله عما سلف، وها هو المرشد «النبطشي» يرفض إلحاحكم ومزايدتكم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى