«الذئاب المنفردة» تغتال البراءة
الجماعات المتطرفة تستقطب الأطفال واالمراهقين بالإغراءات الجنسية

جهاد النكاح.. مصطلح غريب على المنهج الإسلامي، اخترعته الجماعات المتطرفة من أجل استقطاب الأطفال والمراهقين للانضمام إلى صفوفها.
ظهر مصطلح جهاد النكاح لأول مرة على يد تنظيم «داعش» الإرهابي في محاولة من التنظيم لاستقطاب العناصر الأجنبية تحت ضغط الإغراءات الجنسية، المغلَّفة بثياب الدين.
الخطير أن الجُهلاء من دعاة الخطاب الديني المتطرف يُروجون لأكذوبة جهاد النكاح في خُطبهم في كل مكان، وهو ما يهدد مستقبل ملايين الأطفال حول العالم.
أطفال جهاد النكاح قنابل موقوتة في وجه المجتمع
الكاتب الصحفي عصام عبدالجواد ناقش تلك الإشكالية في كتابه «أطفال داعش.. الذئاب المنفردة تحوِّل البراءة إلى قنابل موقوتة» الصادر عن دار النخبة للنشر.
وأوضح أنَّ جرائم «داعش» لم تقتصر على ممارسة شتّى أنواع التعذيب وسفْك دماء الأبرياء وسبي النساء وهدم الإنسانية والرموز التُراثية والحضارية فقط.
ويرى أنَّ جرائمه تمتد للمستقبل في إشكالية اجتماعية وإنسانية بالغة الخطورة والتعقيد متمثلة في أطفال جهاد النكاح.
قضية شائكة أثَّرت على آلاف الأسر، كما أوضح، حيث تعرضت فتياتهم ونسائهم للسبي والخطف والأسْر على يد التنظيم الذي لا يرحم وتعرَّضن للإعتداء.
وأشار أيضًا إلى من اشتركن في جهاد النكاح ونتج عنه أطفال بلا هويّة ولا نسب ولا شرعية قانونية، مُطالبًا بضرورة محاسبة كل من أفتى بجواز جهاد النكاح، لأنه المتسبب الحقيقي لهذه الأعداد الغفيرة من الأطفال مجهولي النّسب.
الجماعات المتطرفة تستخدم الأطفال في ضرب المجتمعات
وأكد «عبدالجواد» أن الأطفال الذين سقطوا ضحايا تلك الفتاوى الشاذة يُقدَّرون بالآلاف وينحدرون لآباء غير سوريين أو عراقيين أو ليبيين ولا يحملون هويَّة الأحوال المدنية، ما يتطلب تنسيق جهود المجتمع لوضع حلول لمشكلاتهم ومستقبلهم.
أطفال جهاد النكاح لا يعرفون شيء عن آبائهم وأمهاتهم، لأنهم نَبْت شيطاني حسب رؤيته، ما يجعل منهم قنابل موقوتة في وجه المجتمع الذي يعيشون فيه.
رأى أن الأزمة تكون أكبر بكثير من مشكلة نَسَب هؤلاء، إذا استخدمتهم الجماعات المتطرفة في المستقبل القريب عبْر تجنيدهم لضرب الأوطان مُجددًا.
وأكد أنَّ الأطفال مجهولي النَّسب سيواجهون أزمات لا طاقة لهم بها لبراءتهم، حيث سيُحمّلهم المجتمع نتيجة جرائم وفواحش ليسوا مسئولين عنها وبالتالي ينبذهم ويرفضهم.
وأوضح أنَّه رغم تضارُب التقارير والإحصائيات عن عدد هؤلاء الأطفال إلا أن مصادر أكدت وجود عشرات الآلاف منهم، بينهم 25 ألف في مدينة حلب السورية وآلاف آخرين في العراق.
وتوقَّع أنهم سيشكلون خطرًا كبيرًا على مستقبل هذه الدول وهو ما يعني أننا سنواجه جيشًا من الوحوش المفترسة التي لا رابط بينها والوطن أو الأهل.
وأشار إلى أنه سيتم تجنيدهم من قِبَل الجماعات الإرهابية بأشكال مختلفة.