الخطاب الإلهى

جوهر رسالة الإسلام

اختلطت المصطلحات منذ 15 قرنًا بين الروايات والخطاب الإلهي

يتطلب الموقف المتأزم الحالي الذي تعيشه الأمة، أن يفهم المسلمون جوهر رسالة الإسلام ومقاصد الآيات، حيث اختلطت المصطلحات منذ خمسة عشر قرنًا، بين الدين المبني على الروايات، وبين الخطاب الإلهي، الذي أنزله الله على رسوله في كتابٍ مبين.
هذا ما يؤكد عليه المفكر العربي، علي محمد الشرفاء الحمادي، في كتابه الهام «المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي» الصادر عن مؤسسة رسالة السلام للتنوير والأبحاث.

فيقول المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي: «فقد أدى الخطاب الديني وطغيان الروايات على الآيات، إلى هجر القرآن، وتفرقت السبل بالمسلمين، وتمزقوا فِرقًا وجماعات، وأصبح لكل فِرقة مرجعها الخاص، ونهج مستقل، أدى إلى تناقض المناهج وسبب التصادم والصراع الفكري والفقهي، ثم تحول إلى اقتتال بين المسلمين، وكلٌّ يدعي أنه هو الذي على الطريق المستقيم، وغيره كافر أو جاهل».

 

نتيجة الابتعاد عن جوهر رسالة الإسلام

وكشف المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي، حجم المأساة التي تعيشها الأمة بسبب الابتعاد عن جوهر رسالة الإسلام، قائلًا: «وهكذا تسبب الخطاب الديني إلى ظهور فِرق الإرهاب، كما أدى أيضًا إلى الإلحاد، وعليه فإن المَخرج الوحيد للمسلمين من هذه الهاوية، هو الرجوع للخطاب الإلهي المنزه عن الأهواء، وعن السياسة، حيث إن كله عدل ورحمة وسلام».

وقد حذّر الله عز وجل الناس من الوقوع في تلك الأزمة، بقوله سبحانه وتعالى:

(فَمَن اتَّبع هُدَاي فلا يضِلّ ولا يشقَى ومَن أَعْرضَ عنْ ذِكرِي فإنَّ لَه مَعِيشةً ضَنكًا ونَحشُره يومَ القيامةِ أعمَى قَال ربِّ لِمَ حَشَرتني أعمَى وقَد كُنتُ بَصِيرًا قَال كَذلك آتتكَ آيَاتنَا فنَسِيتها وكَذلك الْيَوْمَ تُنْسَى) (طه: 123، 124)

وأضاف، المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي: «ولأننا أعرضنا عن كتاب الله، وهجرنا القرآن فعاقبنا الله على عصياننا له بمعيشة الضنك في الحياة الدنيا، وهي ما يعيشه العرب المسلمون اليوم، كما أنه ينتظرهم، والعياذ بالله، في الآخرة عذاب عظيم».

فلا نكابر على الحق، ولنرجع إلى ما بلّغنا به رسوله الكريم، من أن نتبع آياته، حتى يغفر الله لنا ذنوبنا ويعيننا في الحياة الدنيا، على أعدائنا، وتتوحد صفوفنا، فذلك هو الطريق القويم، إن كنّا صادقين مع الله ومع أنفسنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى