
الحرية الدينية من المبادئِ القرآنية الهامةِ التي أرساها الإسلامُ وحثَّ عليها القرآنُ الكريم.. هذا ما أكَّده الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية.
وقال «علام» إن القرآن الكريم أكد على هذا المعنى صراحة حيث يقول اللهُ تعالى: «وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ» [الكهف: 29].
وقال سبحانه وتعالى في سورة البقرة: «لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ» [البقرة: 256].
وأضاف «المفتي» في كلمته خلال مؤتمر «تعزيز الحرية الدينية ودور التعليم والتسامح الديني في مكافحة الفكر المتطرف» أنَّ تلك المصطلحات ذات أهمية وخطورةِ ودلالةِ تدعونا إلى التأملِ في قيمتها.
التنوعِ والتباينِ في الأفكارِ والمعتقداتِ
وقال «علام» إنَّ اللهُ جعلَ للبشر العقولَ والأرواحَ والضمائرَ على هيئةٍ لا يُتَصَوَّرُ معها الاتفاقُ الكاملُ بحالٍ منَ الأحوالِ، خاصةً في مجالِ العقائد، فكانت إرادته التي لم تتخلَّفْ هي وجودَ التنوعِ والتباينِ والتمايزِ في الأفكارِ والمعتقداتِ، حيث يقول سبحانه تعالى «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ» [هود: 118، 119].
وأوضح أنَّه على الرغمِ من وُضوحِ هذا المعنى وثباتِه فقد جاءت جماعاتُ الضلالِ والفتنةِ بمفهومٍ عجيبٍ غريبٍ عن الإسلامِ وجعلوا دعوته صدام حضاري وكراهيةٍ أُمميةٍ وعداوةٍ دينيةٍ لكلِّ مَنْ رَفَضَ اعتناقه.
دعوة الإسلام تعتمد على الحكمة
ولفت إلى أنَّ دعوة الإسلام تعتمد على الحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ حرصًا عليهم ورغبةً في هدايتِهِم ورأفةً بهم ولم ينابِذْ أحدًا بالعداءِ ولا بالكراهيةِ.
وأشار إلى قول الله تعالى: «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ» [النحل: 125] وقوله تعالى: «فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا» [الكهف: 6].
مضيفاً: يجب تطبيق مبدأِ الحريةِ الدينيةِ بشكلٍ كاملٍ كمبدأٍ قرآنيٍّ إسلاميٍّ حتى يكون قاعدةً ثابتةً راسخةً في مناهجِنا التعليميةِ والتربويةِ والتثقيفيةِ.. هذا ما شدد عليه حتى تنشأَ الأجيالُ عليها وتَتَشَرَّبَها العقولُ والأفئدةُ.
موضحاً أنَّ ما تحمِلُه أمتُنا الإسلاميةُ بين جَنَبَاتِها منَ القيمِ الأخلاقيةِ والروحيةِ يُمَثِّلُ المعنى الأصيلَ لمفهومِ الحضارةِ الإنسانيةِ، التي تضعُ تَرقيةَ العقلِ والروحِ والفكرِ في مكانةٍ أسمى وأعلى من أي منجزاتٍ ماديةٍ قد أنتجتْهَا الحضاراتُ المعاصرةُ.