
حصانة الإنسان وقيمته في الإسلام ومدى أهميته بين سائر مخلوقات الله، تظهر جليًّا في آيات القرآن الكريم التي أكدت تكريمه وعلو شأنه.
في ذلك قال تعالى «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا» (الإسراء: 70).
الشريعة الإسلامية تنظر إلى حقوق الإنسان باعتبارها فرائض إلهية وواجبات شرعية، خاصة أنَّها حفظت كرامته وجعلت المساس بنفسه أو ماله أو عرضه جريمة منكرة.
الإسلام ضمن حصانة الإنسان
الإسلام حوى مجموعة من الشرائع الخالدة التي كرمت الإنسان وجعلت للمساس به عقوبات رادعة، حيث عالج البغي في الأرض بالقتل أو السلب والاعتداء على الآخرين.
الدين الوسطي أعطى للإنسان حرية كاملة في اختيار الدين الذي يؤمن به ووضع مبدأ راسخًا أنَّه لا إكراه في الدين.
القرآن أسس نظامًا أخلاقيًّا يهدف إلى حماية الإنسانية جمعاء ويوجهنا نحو السيطرة على النفس والهوى.
الإسلام دين إنساني لا يفرّق عند إقرار العدل بين مسلم وغير مسلم، فلا يجوز ظلم إنسان ومنعه من حقه الذي وهبه الله إياه في حياة كريمة شريفة عادلة مهما كان دينه، ويدعو إلى نصرة أي مظلوم في الأرض.
قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم «إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا» (النساء: 105)،
وهنا ذكر القرآن الناس وليس المسلمين فقط.
الإسلام نظّم الدفاع عن حقوق الإنسان بأمور عِدة، منها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البِر والتقوى ومواجهة الظلم.
قال تعالى: «وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (آل عمران:104).
حقوق الإنسان فروض واجبة
حقوق الإنسان في نظر الإسلام فروض واجبة والتعاون على تحقيقها تعاون على البر لا ريب فيه، والتعاون على منع انتهاكها تعاون على منع الإثم والعدوان.
منع الظلم في سياق تكريم الإنسان مبدأ إنساني أصيل، إذ يأمرنا الله سبحانه وتعالى بالعدل والإحسان ويتوعد الظالمين.
قال تعالى: «إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» (الشورى: 42).
ووعد الله المظلومين بحسن العاقبة، فقال تعالى: «وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ» (النحل: 41).
وكذلك يُنذر القرى الظالمة بالهلاك، فقال تعالى: «فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ» (الحج: 45).