حصانة الإنسان في الخطاب الإلهي «1-2»
ثالوث سيادة البشرية.. «عصمة وحماية، وعزة وسيادة، واستحقاق وجدارة»

الكرامة .. مصطلح عربي لصيق بعصمة الإنسان وعزته وسيادته على نفسه وماله وأهله وعرضه.
وقد جاء الخطاب الإلهي المتمثل في (القرآن الكريم)، ليحفظ للإنسان مكانته، ويجعل الكرامة الإنسانية جزء لا يتجزأ من العبودية لله.
وقد صنف العلماء الكرامة التي يُقررها الدين للإنسانية بأنها تشمل ثلاثة مبادئ وهي «عصمة وحماية، وعزة وسيادة، واستحقاق وجدارة».
آيات القرآن الكريم أقرَّت الكرامة
يقول الدكتور (محمد عبدالله دراز)، الأستاذ بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف في كتاب «هذا هو الإسلام»، إن الكرامة في الإسلام تعني «عصمة وحماية، وعزة وسيادة، واستحقاق وجدارة».
موضحاً أنَّ هناك كرامة يستغلها الإنسان بالفطرة، حيث قال تعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا» (الإسراء: 70).
وهناك كرامة أخرى تتغذى من عقيدته حيث قال تعالى: «يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ» (المنافقون: 8).
وهناك نوع ثالث من الكرامة يكتسبها بعمله وسيرته: «وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ» (الأنعام: 132).
ويقول تعالى: «وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ» (هود: 3).
الكرامة تحمي الإنسان من الأذى
وأكد” دراز” أنَّ أوسع هذه الكرامات وأدومها، تلك التي ينالها الفرد منذ تكوينه جنينًا في بطن أمه، منحةً من الله الذي جعلها أساسًا في شريعة الإسلام.
كما أنها تُعتبر سياجًا من الحصانة في الإسلام الذي أقرَّه على كل فرد من البشر ذكرًا أو أنثى، أبيض أو أسود، ضعيفًا أو قويًا، فقيرًا أو غنيًا، ينشره الإسلام على كل فرد، ليصون به دمه أن يُسفَك وعِرضه أن يُنتَهك وماله أن يُغتصَب ووطنه أن يُخرَج منه وضميره أن يُتحَكم فيه.
وأكد «دراز» إنَّ القرأن الكريم يعلي من «قدسية الإنسان» ويحفظ له حُرمته، فلا يزال الإنسان معصوماً حتى ينتهك هو حرمة نفسه بارتكاب جريمة ترفع عنه جانبًا من الحصانة.