
الإسلام دين التسامح والمحبة والسلام، وهو عقيدة قوية تضم جميع الفضائل الاجتماعية والمحاسن الإنسانية السليمة والرحمة والتعاون مع بقية الأمم.
القرآن الكريم وضع عدة قواعد وأحكام ينبني عليها مفهوم السلام، مما يُشكِّل للمسلمين قانونًا دوليًّا يسيرون عليه وتظهر في المساواة بين الشعوب بعضها البعض.
الإسلام يُقرِّر أنَّ الناس، بغض النظر عن اختلاف معتقداتهم وألوانهم وألسنتهم ينتمون إلى أصلٍ واحدٍ فهم إخوة في الإنسانية.
الجهاد جاء دفاعًا عن الأوطان ورد العدوان
وفي ذلك تكون محبة الأوطان من دلائل الإيمان، وشُرِّع الجهاد في سبيل الله ليكون دفاعًا عن العقيدة والأوطان وردًا للظلم والطغيان ونشرًا للأمان والسلام.
لا تقتصر حماية الأوطان على مواجهة العدوان فحسب، كما ذكر الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بل يجب مناهضة كل فكر مغشوش.
وكذلك تشمل المحافظة على أسراره الداخلية وعدم التعامل مع أعداء الوطن أو من ينفثون سمومهم في أجواء المجتمعات بغيًّا منهم وعدوانًا.
وقال «هاشم» إنَّ الوطن له معانٍ كثيرة منها الأعم وهو الإنسانية جمعاء عربًا كانوا أم غير عرب ومسلمين أم غير مسلمين.
توجيهات الإسلام جاءت واضحة جليّة في حماية جميع معاني الأوطان والدفاع عنها في كل وقتٍ وحين، لأنه دين عالمي ودين رحمة.
قال الله سبحانه وتعالى «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» (الأنبياء:107)، وذلك دليلًا على أنَّ الرحمة ليست لفئة دول غيرها.
الإنسان الذي يخون وطنه ويتآمر مع أعدائه عليه يكون بعيد عن الإيمان، ويرتكب أبشع أنواع الخيانة، فقال الله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ» (الأنفال:27).
آيات الجهاد مُقيدة وليست مُطلقة
وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إنَّ الجهاد في الإسلام كان دفاعًا عن الدين والعِرض والمال، فجاءت آياته مُقيدة وليست مُطلقة.
وأشار إلى قول الله سبحانه وتعالى «وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ» (البقرة:190).
وقال تعالى «وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا» (الإسراء:33).
الأصل في الإسلام هو حماية النفس الإنسانية سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة، كما أكد.