حياة المجتمعات تستقيم بالمساواة
العدل بين الأفراد يطهّر القلوب من الغل والحقد والحسد

دعا الإسلام إلى المساواة وحرص على تأكيدها قبل أن تعرفها الأمم الأخرى بقرون طويلة، وتسعى لتكريسها في مجتمعاتها والنص عليها في دساتيرها·
المساواة لها تأثير كبير على الفرد والمجتمع حيث تستقيم الحياة بوجودها، ويسود العدل والأمان بين أفراد المجتمع، كما يسود الحب والطمأنينة بين الجميع.
انتشارها بين الناس يُطهر القلب من الغل والحقد والحسد، كما يمنع الإنسان من التمني ما في يد الغير وتعد بمثابة رمانة الميزان في الحياة الدنيا.
المساواة مبدأ أصيل في الإسلام
وتعد المساواة مبدأ أصيل في الشرع الإسلامي، ليكون بين الناس على اختلاف الأجناس والألوان واللغات، عكس ما كانت عليه الأمم في السابق.
قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا» (النساء: 1).
التقوى هي معيار الكرامة الإنسانية عند الله وتضمن الصلاح في الدنيا، فصلاح الإنسان في دنياه يجعله أفضل لنفسه وللمجتمع الذي يعيش فيه.
قال سبحانه: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» (الحجرات: 13).
الإسلام هو النظام الوحيد الذي سما بالإنسان وكرّمه، وأزال الفوارق في الحقوق وفي المعاملات بين جميع أفراده.
قال سبحانه «هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ» (الأعراف: 189).
الإسلام سبّاقًا في تأكيد مساواة الناس
قال الدكتور حامد أبو طالب، عميد كلية الشريعة والقانون السابق بجامعة الأزهر، إن المساواة تعني أن يتساوى الناس جميعًا في الحقوق والواجبات، دون تفرقة أو تمييز.
وأكد أن الإسلام كان سبّاقًا في تأكيد هذا المبدأ وإقراره كأحد الأصول التي تنهض عليها الأمة وتُعد إحدى قيم التشريعة الرفيعة.
تلك القيمة تنطلق من حقيقة كون جوهر مادة الخلق للبشر واحدة ومن ثمّ فإن الأصل الإنساني واحد، وهو الأصل الذي يضبط كل تنظيم للعلاقات بين طبقات المجتمع، كما ذكر «أبو طالب».
ضمن الإسلام للإنسان باعتبار إنسانيته التي يتساوى بها مع غيره من سائر الخلق حاجاته الأساسية بغض النظر عن الاختلافات والفروق التي توجد في دنيا الناس.