الخطاب الإلهى

«خارطة طريق» للدعوة الإسلامية (1-3)

القرآن الكريم يتضمن حلولًا لغالبية المشاكل التي نواجهها لابتعادنا عن كتاب الله

المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي
Latest posts by المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي (see all)

لقدْ كلّف اللهُ سبحانَه وتعالى محمّدًا ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ واختاره من بين كل عباده، ليكون الرسول المصطفى للناس، يهديهم إلى الخير في الدّنيا وإلى رضا الله في الآخرة، وليعيش الناس فيما بينهم على أساس من التعارف والتّعاون والألفة التي تحقق الأمن والاستقرار في المجتمعات تطبيقًا للآية الكريمة:

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾.. (الحجرات: 13)

فلا ميزة لأمة على أخرى ولا فضل لقوم على قوم إلا بما يقدّمون من عمل الصالحات ويتبعون ما أُنزل على أنبيائهم من قبل، ولا يفسدون في الأرض، إن الله لايحبّ المفسدين والله يحكم بين الناس يوم الحساب.

ولأجل هداية الناس نَزَّلَ اللهُ سبحانه وتعالى القرآن على رسوله محمّدٍ ـ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ ـ، ليعلّمَهم ويرشدَهم إلى تشريعات القرآن وقيم الفضيلة كي تسود العلاقات بين الناس، التي تتسم بالرحمة والتعاطف، والاحترام والتفاهم، والتسامح وعدم الاعتداء فيما بينهم ولذلك تضمّن القرآن مجموعة من التشريعات التي تنظم الحدود، والأحكام لضبط سلوكيات المجتمعات فيما يتعلق بسلوكيات الناس وتعاملاتهم تستند لها القوانين والتشريعات البشرية في تنظيم العلاقة بين الدولة والمجتمع، واختص سبحانه وحده بالحكم فيما يتعلق بالعبادات مع عباده التي جاءت في القرآن الكريم يوم الحساب.

لقد حدَّد سبحانه وتعالى خارطة الطريق، التـي اتبعها الرسول محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم لإيصال الرسالةِ للناس وتنفيذ شروط وضَوابطِ التكليفِ الإلهي ليبَـيَّنَ لهم مُرادَ اللهِ من دعوتِهم لدينِ الحقِ والسلامِ وطريقِ التوحيدِ والإيمانِ كَمَا يلي:

أولًا: قال تعالى:

﴿الم﴾ ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِّلْمُتَّقِينَ﴾ ﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُوُنَ﴾ ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أنُزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾ ﴿أوْلَئِكَ عَلى هُدىً مِّن رِّبّهِمْ وَأولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.. (البقرة: 1-5).

تلكَ الآياتُ التي تَضَعُ المسلمَ على طريق الإيمانِ، لتكونَ لديْهِ مسؤولية التّكليفِ لتطبيق أوامرِ اللهِ قَولًا وعَمَلًا واتباعا للمنهج الإلهي الذي سلكه الرسول عليه الصلاة والسلام وكان قدوة عملية للناس وترجمة صادقة لآيات القرآن الكريم والأوامر الإلهية.

 

 

المصدر:

«المسلمون.. بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، والصادر عن «دار النخبة للطبع والنشر والتوزيع»، للباحث والمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى