المرصد

هكذا نعالج ظاهرة «الإسلاموفوبيا»

دُعاة الخطاب الديني صدَّروا للعالم صورة مشوهة للإسلام

يُعاني المسلمون حول العالم من حالة كراهية، تتعدد أسبابها، وإن كان أبرزها ما يُروجه دُعاة الخطاب الديني المتطرف.

كراهية الإسلام التي انتشرت في الدول الغربية كانت سببًا في تنامي وانتشار أفكار العنف والعمليات الإرهابية، التي نتج عنها العديد من الجرائم بحق الإنسانية، والتي كان أخرها حادث مسجدي نيوزيلاندا الإرهابي.

وعلى الرغم أنَّ الشريعة الإسلامية جاءت بالرحمة والمحبة والسلام والتسامح بين البشرية، إلا أنَّ دُعاة الخطاب الديني المتطرف صدَّروا للعالم صورة قبيحة عن الإسلام، مفادها أنَّه دين قتْل وإرهاب.

خطوات لَردْع الهجمات الشرسة ضد الإسلام

الدكتور محمد البشاري، أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، وضع خارطة طريق جديدة لمعالجة ظاهرة الكراهية والعداء للدين الإسلامي.

حيث يقول: أنَّ انتشار ظاهرة كراهية الإسلام، يستدعي رسم الخرائط التي تنتج عند تجميعها صورة نقية للعالم دون تلك الصفات التي لُصِقت بالإسلام زورًا وبُهتانًا.

وأضاف خلال مؤتمر «الإسلام رسالة الرحمة والسلام»، إنَّه حين تنوّعت أشكال «الإسلاموفوبيا»، لَزَم تعدُّد السُبل والإتجاهات الموضوعة لإجتثاث جذورها.

وأكد أنَّ خطورة الظاهرة تستدعي توحُّد المؤسسات كافةً، مع الشرفاء والعُقلاء حول العالم وثباتهم على مبادئهم السليمة، لردْع الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام بشكل مُتزايد.

وشدد على أهمية تعاون وتكامل الشِّق القانوني والسياسي والإعلامي والثقافي والإنساني المُرتكِز على الفرد بحدِّ ذاته.

واقترح وضع ضوابط للتوفيق بين حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، وبالخصوص الحرية الدينية لأنها أمر لا يمكن تحقيقه، إنْ لم يتم وضع قانون لضمان ذلك.

وأشار إلى ضرورة التربية على التسامح واحترام القِيَم الأُسرية بين الشباب، علاوة على حل المشاكل مثل الفقر والمجاعة والأوبئة والبطالة ومكافحة الكوارث الطبيعية والصناعية.

رفْض خطابات كراهية الإسلام

وأكد «البشاري» أنه لا يجوز استغلال حرية التعبير كحق من حقوق الإنسان، للإساءة أو الازدراء أو الفتنة أو الإفتراء على الدين من جانب أي طرف.

واقترح وضع قانون دولي مُلزِم، يتم بموجبه التفرقة بين حرية الرأي والتعبير والإساءة إلى الدين واعتبارها بمثابة مساس بحقوق الإنسان.

وأكد أنَّ الإرهاب ليس له دين ولا لُغة ولا قومية، وهو فِعْل إجراميٌّ يستهدف سلامة الإنسان وأمنه ويهدد حياته وحياة المجتمعات الإنسانية.

ودعا العالم إلى تكثيف الجهود من أجل استئصاله  والقضاء عليه من خلال اعتماد مُقاربة  متكاملة ،تشمل المجالات التربوية والثقافية والإعلامية والإقتصادية والأمنية والتعاون الإقليمي والدولي.

 ورأى أهمية التركيز على معالجة التأثير البالغ الأثر المفروض قسرًا على أجيالنا، من خلال الأجهزة و وسائل وتطبيقات الإتصال الحديثة.

إدارة مواقع التواصل الإجتماعي كان ضرورة حسب رؤيته، لتوظيف غُرَف عمليات واتجاه سير بوصلة النِقاشات المطروحة والملتهبة ونوعية المعلومات المُتدفِّقة.

ولفت إلى الرفض المطلق لكل خطاب يدعو للكراهية وإقصاء الآخر، وألا نسمح بتوظيف الدين كأداة سياسية أو أيديولوجية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى