الأسرة والمجتمع

الطريق الأمثل للتعامل مع الخلافات الزوجية

الخطاب الإلهي يُقدِّم حلولًا ناجعة لحماية الأسرة من التفكك والانهيار

وضع القرآن الكريم خارطة متكاملة للتعامل مع الخلافات الزوجية في جميع مراحلها حتى يعيش الزوجين في حياة مليئة بالمحبة.

وانفرد الخطاب الإلهي بأسلوب غير مسبوق في حل المشاكل الزوجية لحماية الأسرة من التفكك والانهيار.

والمتأمل في سورة النساء يجدها قد حددت خطوات شرعية لحل اي خلاف بين كافة الأزواج.

حل الخلافات الأسرية في القرآن الكريم

يقول الله تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُّرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا» (النساء: 35).

لقد انفردت الآية الكريمة بخطوات أولية لابد من القيام بها لحل الخلافات الزوجية بين الزوجين، من أولها استشعار الشقاق أو الخلاف بين الزوجين.

حيث قال الله تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا» أي إذا تنبهتم أو تنبأتم أو علمتم ببوادر الخلاف قبل وقوعه، فبادروا بعلاجه قبل تفاقم الأمور.

ثم جعل الله سبحانه وتعالى صفاتاً لمن يتدخل بالحل ولم يجعلها لعامة الناس فأمر جل في علاه أن يكون حكماً عالماً خبيراً بأمور الحل والعقد فقال تعالى: «فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا».

وهنا نجد الحكمة القرآنية في أن يكون حكماً من طرف الزوج، وآخر من قبل الزوجة، ليوجه كل واحد منهما النصح والإرشاد للطرف الذي يمثله.

ثم يوجه القرآن الكريم النصح والإرشاد للحكمين فيوصيهما بأن توفيق الله سيكون حليفكما إذا كان هدفهما إرضاء الله وحل أزمة الأسرة المهددة بالتشرد.

المؤسف أن الكثير المسلمين قد غفلوا عن استخدام تلك الخطوات القرآنية لحل الخلافات الزوجية ولجئوا إلى طرق وأساليب تزيد دائماً من تعقيد الأمور.

علاج النشوز الزوجي في القرآن الكريم

أما القضية الكبرى التي تؤرق الكثير من الأسر فهي قضية نشوز الزوج، وهو التعالي والكبر والإعراض والذي قد ينتهي بالهجر، فقد انفرد القرآن الكريم بعلاج هذه المشكلة.

يقول الله تعالى: «وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا» (النساء: 128).

وفي موضع آخر ينصحنا القرآن الكريم بالعفو والتسامح، وأن يتذكر الزجين فضل العشرة بينهما.

يقول الله تعالى: «وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» (البقرة: 237).

ويدعونا القرآن الكريم إلى المعاشرة بالمعروف فيقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا» (النساء: 19).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى