خارطة قرآنية لمواجهة الأزمات الدنيوية
الخطاب الإلهي طرح حلول عملية للمشكلات التي تواجه الأمة

حمل الخطاب الإلهي خارطة قرآنية لمواجهة الأزمات الدنيوية التي تُواجه الأمة.
ورغم ذلك فالبعض يصر على البحث يمينًا ويسارًا عن حلول أخرى ويلجأ إلى أقاويل وروايات لحل المشكلات التي يواجهها.
وينسى هؤلاء أو يتناسون أن القرآن لم يفرط في شيء، إضافة إلى أن الخطاب الإلهي صالح لكل زمانٍ ومكان ولا تحتاج آياته إلى تجديد أو تغيير أو وقف إحداها والعمل بأخرى، بل صالحة للأمور الكافة.
قال تعالى: «.. مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ» (الأنعام: 38).
خارطة قرآنية لمواجهة الأزمات الدنيوية
وقد أدى الابتعاد عن القرآن الكريم إلى تفشي العديد من الظواهر المأساوية، مثل انتشار التطرف والإرهاب في الدول مما يوجب علينا ضرورة تصويب الخطاب الإسلامي، والعودة إلى الفرقان وما وجهنا إليه وما نهانا عنه، للوصول إلى بر الأمان.
وما يُميز الفرقان أيضًا أن معانيه جاءت واضحة جلية غير معقدة ويُسهل فهمها، ويضع البرهان والدلائل، فيخاطب كل المستويات الفكرية والثقافية، ما يحتاج إلى التدبر والنظر في آياته لفهم المقصد الحقيقي منها ومن ثمَّ العمل به.
قال تعالى: «.. كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ» (البقرة: 219).
فهجر القرآن الكريم وعدم اتباع تعاليمه والابتعاد عن نواهيه هو سبب رئيسي في الفتن التي تعاني منها الأمة وعدم المقدرة على حل مشكلاتها بشكل لائق ومناسب.
ضرورة العظة من الأمم السابقة
فالآيات حملت العديد من قصص الأمم السابقة لتكون عبرة لمن خلفهم ليتعظوا مما وقعوا فيه من أخطاء، ويتجنبوا العقاب من الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى: «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ(14)» (الغاشية).
تلك الأمم طغت وظلمت وابتعدت عن هدي الله عز وجل، وكفرت بنعم الله فأذاقها الخالق الجوع والخوف والهلاك والدمار.
قال الله تعالى: «لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» (يوسف: 111).
قال تعالى: «فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةًۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ» (يونس: 92).
ومن الأمور الهامة التي يحتاجها المسلمين في الوقت الحالي هو الدعوة بالموعظة الحسنة والمجادلة الطيبة، لعلاج ما ينتشر اليوم من تطرف وعنف وإرهاب ودموية ووجود فئة من الناس لا يسمعون إلا أنفسهم ويقدسون البشر ويتعمدون تكفير الآخرين.
قال الله تعالى: «ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ» (النحل: 125).