طاقة نور

كتاب يُنصف الدين الإسلامي (2-2)

بقلم المستشار الإعلامي
محمد فتحي الشريف

  • الفرق الإسلامية بين الغلو والتطرف:

استطاع الكاتب بمهارة فائقة أن يوضح الدور الخبيث للشيعة في المشهد الحالي، بعد أن تملكهم الغلو والمبالغة في تمجيد أبناء الإمام علي كرم الله وجهه، وتحديدًا الإمام الحسين،حتى وصلوا به إلى درجة الإله ثم قسم الفرق والمذاهب إلى(سنة وشيعة)، وكل فرقة انبثق منها فرق وأحزاب، فكانت الشيعة اثنى عشرة فريقًا يتفقون في بعض النقاط ويختلفون في أخرى، ووصل بعضهم في الغلو في مكانة ووضعية آل (بيت) الرسول صلى الله عليه وسلم إلى درجات تخرجهم من الملة، ثم استعرض المذاهب السنية منذ عهد المذاهب الفقهية المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة، مرورًا بالوهابية وجماعة الإخوان، وانتهاء بالتكفير والهجرة حتى الدواعش، مستعرضًا التطور الفكري لهم، بداية من الاعتدال ونهاية إلى الانحراف والتطرف والتشدد والتكفير.

لقد حذر الباحث من حقيقة تنامي وسيطرة النصوص المحرفة على عقول المسلمين وكيف ترسخ لدى العامة أحاديث مكذوبة وإسرائيليات، على أنها حقائق منزلة من الله عز وجل على رسوله الكريم، ومع مرور الأيام أخذت تلك النصوص صك الجنة ومن خالفها كان كافرًا.

  • الأئمة والمحدثين العجم:

حاول الباحث إلقاء الضوء على بعض الأئمة من العجم وطرح سؤالًاعن بعض الروايات التي تخالف القرآن وصحيح الدين،من الأحاديث التي قد تكون نسبت إليهم أو دست في كتبهم، من خلال بعض المغرضين، وطرح الباحث طرحًا موضوعيًّا، ولكن قد يعتريه اللغط من بعض الباحثين عن تمجيد الأشخاص.

  • محور العبادات والقيم والأخلاق والمحرمات:

استطاع الباحث أن يحصر المحرمات كما جاءت في كتاب الله عز وجل، مع استعراض شائق لمنظومة الأخلاق والقيم الإسلامية التي اندثرت وتاهت في الجدل والخلاف بين المتلاسنين.

  • الفرق بين الخطاب الإلهي والديني:

نتائج البحث ركزت في الفرق بين الخطاب الإلهي والخطاب الديني،من خلال بعض الأحاديث التي رسخت الظلم وخلقت الجدل وفتحت الباب على مصراعيه للتطرف والعنف، في حين أن المنهج الإلهي واضح من خلال ما جاء في كتاب الله عز وجل، وهو يدعو إلى الرحمة والتكاتف والسلام.

الخاتمة

 إن للكلمة أثرًا في المجتمع والخطاب هو كلمات وجمل تنقسم إلى قسمين؛ الكلمة الطيبة: وهي ما جاءت على لسان الأنبياء والمرسلين وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، والكلمة الخبيثة: هي كلمة الشيطان وأعوانه قال تعالى، {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} صدق الله العظيم، فكم من شمل ممزَّق جمعته كلمة طيبة وخطاب إلهي، وكم من دماء سفكت وحرمات انتهكت، وبلاد دمرت، وأخوة فرقوا بسبب خطاب متطرف وكلمات خبيثة.

قال الشاعر (جرح السّنان لـه التِئَام ولا يلتئم ما جرح اللسان)، وقد توعد الرسول خبيثَ اللسان بأن يكبّ في النار.

إن هذا البحث نواة حقيقية لتصويب الخطاب الديني والتخلي عن كل دعوات التكفير والقتل والتخريب، وفي النهاية أقول عندما ينصلح خطاب المسلمين ينصلح حالهم، وعندما نتخلى عن المذاهب والفرق والجماعات المتطرفة، ونعود إلى منهج الله القويم وخطابه عز وجل لرسوله، نستطيع وقتها أن ننتصر على هؤلاء المخربين الذين دمروا الأوطان باسم الدين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى