المرصد

خطة تجنيد الشباب في «إعلام الفتنة»

«أمة واحدة» تبث الفتاوى التحريضية لاصطياد أبناء الأمة

لم تترك التنظيمات المتطرفة بابًا إلا وطرقته حتى تُفسد العقول وتستقطب أكبر عدد ممكن إلى صفوفها.

من أجل ذلك أصدر تنظيم القاعدة مجلة جديدة متطرفة حملت عنوان «أمة واحدة» والتي أعلنت مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي إطلاق عددها الأول.

المجلة تُعَد منبرًا لبث فتاوى التحريض ورسائل القتل بدون وجه حق، فتعتمد على تحريض المسلمين على القتال فهو -حسب زعمهم- من أكبر واجبات الوقت وفرائضه.

توقيت إصدار المجلة يأتي في إطار خطة إعادة الانتشار التي يخطط لها التنظيم بعد حالة التراجع والانحسار والهزائم التي مُنيَ بها التنظيم مؤخرًا.

القاعدة يحاول ترتيب صفوفه

لم يعد له منابر إعلامية كما كانت عليه بعد 2014، وهو ما يحاول تنظيم القاعدة استغلاله، بإعادة شغل الفراغ الإعلامي الإرهابي والاستحواذ على مساحة الضوء.

وكذلك التأثير من خلال تنويع منصّاته الإعلامية وإصداراته المرئية والمسموعة والمقروءة، وهو ما يمكن ملاحظته خلال الشهور الستة الماضية من تنامي نشاط إعلامي غير معتاد للتنظيم منذ أكثر من 6 أعوام.

إصدار مجلة يأتي أيضًا في ظِل صراعات داخلية يشهدها التنظيم، في خِضَم توارُد الأنباء عن محاولات لتنصيب حمزة بن لادن زعيمًا، والإطاحة بالزعيم التاريخي لها أيمن الظواهري.

ذلك تحوَّل إلى صراع في الميدان باليمن، حيث شهد التنظيم صراعًا داميًا بين الفصائل المتناحرة داخله.

العدد الأول من المجلة تطرَّق في أكثر من مقال به إلى أزمة الصراع الداخلي، مُحذّرة من خطورة الاقتتال الداخلي، وداعية إلى وجوب السَّمع والطاعة لقيادة التنظيم.

في المقال الافتتاحي قال الظواهري مخاطبًا أنصاره: إذا زعمنا أننا ندافع عن حرمات المسلمين فيجب ألا نعتدي عليها ولا على إخواننا المسلمين المجاهدين.

وأضاف: وإذا دَعونا للوحدة فعلينا ألا نتمرد على أُمرائنا وإذا دَعونا للسمع والطاعة فعلينا أن نضرب القدوة فيها.

العدد يشير إلى حقيقة الأزمة التي يعيشها التنظيم من التناحر الداخلي، ومخاوف الظواهري من الإطاحة به؛ لهذا تستشهد بمقولات ومقالات متنوعة للمؤسسين الأوائل للتنظيم «أسامة بن لادن وعبد الله عزام» وكبار مُنظّري التنظيم.

ذلك بُغية التأكيد على أن التنظيم يسير على نهجِهم ولم يخرج عن المسار الذي رسمه بن لادن قبل مقتله في 2011، وهي محاولة لدعوة أنصاره للسَمْع والطاعة.

مجلة التنظيم تُحرِّض ضد السعودية والإمارات

القراءة الأولى للعدد تشير إلى عِدة دلائل تؤكد نهج التنظيم العنيف خلال المرحلة المُقبلة، حيث إنه يسعى بشكل أساسي إلى إعادة تنظيم مساراته، بحيث يكتسب حاضِنة شعبية كما أكدت الافتتاحية.

ولهذا يستمر التنظيم في رسم خطوطه العامة في التحريض على قتال «العدو البعيد» وقتال ما أسمته المجلة «هبل العصر؛ أمريكا» وضرب اقتصادها.

كما يستمر التنظيم في التحريض ضد بعض الدول العربية وعلى رأسها السعودية والإمارات، بهدف استقطاب وتجنيد الشباب المتشددين المعارضين للحكومات بها.

التنظيم يسعى إلى كسب حاضنة شعبية من خلال تضليل العقول، والزَّعم بأن نشاطه الإرهابي والعنيف لا يستهدف سَفْك دماء المسلمين ولا يخوض في أعراضهم، ولكن يستهدف فقط «هبل العصر وحلفاءه في المنطقة».

التنظيم باتَ يُولي “الأسرة” المسلمة إهتمامًا واسعًا في خطاباته، حيث أفرَد العدد الأول من المجلة مقالين موسّعين عن أسس التربية في المجتمع والأسرة.

وهاجم قواعد ترتيب الأسرة المعاصرة خاصةً فيما يتعلق بدور المرأة، ويهاجم الأسس التي نصَّت عليها الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمرأة.

كما يهاجم سياسة الغرب المزدوجة فيما يتعلق بسياسات حقوق الإنسان، التي تتجاهل بعض العمليات التي تستهدف المسلمين في تركستان وميانمار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى