خطوات قرآنية لعلاج نشوز الزوجية
ثلاث طرق ينفرد بها الخطاب الإلهي لحل المشاكل الأسرية

النشوز أو نشوز الزوجة وخروجها عن طاعة زوجها، آفة اجتماعية باتت تؤرّق العديد من الأزواج، وتهدد العديد من الأسر الإسلامية.
وقد انفرد القرآن الكريم بخارطة متكاملة لحل أزمة النشوز أو نشوز الزوجية حتى يعيش الزوجين في حياة مليئة بالود والمحبة.
ونبدأ بسورة النساء التي انفردت بمجموعة من الخطوات الشرعية لحل هذه القضية التي تهدد كيان الأسرة والمجتمع.
كيف عالج القرآن قضية النشوز
تضمنت سورة النساء مجموعة من الخطوات الشرعية لعلاج مشكلة نشوز الزوجة، حيث قال الله تعالى: «…وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا» (النساء: 34).
وتبدأ الآية بالتمهيد لحل المشكلة فيقول تعالى: «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ» أي إذا علمتم بنشوز المرأة واستعلائها على زوجها، وعصيانه في فراشه، وعدم طاعته بُغضًا أو إعراضًا.
ثم تبدأ الآية بوضع أولى الخطوات الشرعية لعلاج نشوز الزوجة، حيث يقول تعالى: «فَعِظُوهُنَّ» أي عليكم أيها الأزواج عِظة المرأة وتقديم النصح لها، حتى تعود إلى رشدها وصوابها.
ثم تأتي المرحلة الثانية من العلاج القرآني بقوله تعالى: «…وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ»، أي اهجروهن في نفس فراش الزوجية، ولا تهجروهن خارج المنزل، أو تطردوهن من منازلهن.
يقول الله تعالى: «…لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ…» (الطلاق:1)
العنف الحرام في العلاقة الزوجية
وتصل الآية القرآنية إلى الحل الثالث لمرض نشوز الزوجة، حيث يقول تعالى: «…وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا».
وقد اختلف العلماء في قضية الضرب، وإن كان أغلبهم قد أكد أنه لفظ مجازي يُقصد به تهديد وترويع المرأة الناشز لردها إلى عقلها ورشدها.
وهو أمر واضح في نهاية الآية الكريمة حيث يقول الله تعالى: «…فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا».
وهنا أمر إلهي بعدم الاعتداء على المرأة أو ترويعها أو المساس بها ما دامت تطيع زوجها ولا تتعالى عليه، وإلا صار الزوج معاديًا لله ورسوله.
ثم يدعونا القرآن الكريم لرأب الصدع بين الزوجين مبكرًا وقبل وقوعه لضمان استقرار الأسرة وحماية الأطفال من التشرد.
حيث يقول الله تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُّرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا» (النساء: 35).
كما يقدم الخطاب الإلهي بالقرآن الكريم حلولًا جذرية لكل امرأة خافت من نشوز زوجها.
حيث يقول تعالى:«وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا» (النساء: 128).