المرصد

خَارطةُ سماوية لنشر السلام بين البشرية

«الرحمة».. صفة قرآنية تضمن استقرار الإنسانية

الإسلام دين جامع لحاجات البشر ومُحقِّق لغاياتهم في الدنيا قبل الآخرة ومانح الخير في مناحي الحياة بلا إفراط ولا تفريط، ولذلك أقرَّ الرحمة بين الناس.

وتتجلى عظمة الإسلام في أنَّه لم يُنسَب إلى شخص نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) رغم مكانته العالية عند ربه، ونُسِب الإسلام إلى الله سبحانه وتعالى وهذا وحده كفيل بأنْ تعُم الأرض الرحمة.

والمتأمل في الخطاب الإلهي بالقرآن الكريم، يجد كل معاني ومقاصد الرحمة تتجلى في آيات الله، ليكون القرآن الكريم مُلهمنا فتسود الرحمة بين ربوع الكون بكل معانيها.

الرحمة شريعة ربانية ليحل السلام بين البشرية

هذا ما ذكره الدكتور عبدالخالق حسن يونس، الأستاذ بجامعة الأزهر، مؤكدًا أهمية الرحمة في الإسلام الذي يحمل كل معاني الأمن والاطمئنان بمعناها الحقيقي.

الرحمة أمرًا واجبًا وفرضًا لكل الكائنات الحيّة كما أكَّد، ليس فقط على مستوى الإنسان، ولكن على مستوى الحيوانات والطيور والحشرات والنباتات والجمادات.

وأوضح أنَّ ذلك يُعَد سلام شامل وعام وكامل على قدر اسم الله سبحانه وتعالى «السلام»، فهو خالق الكون والأرض والسماوات وسائر الكائنات.

وقال إنَّه إذا نظرنا إلى حال الكائنات المختلفة، نجدها تعيش في أمن وأمان وسلام مع نفسها والكون، إلا الإنسان فما دخل في شيءٍ إلا أفسده.

وأضاف أنَّه من هنا كانت رسالة الأنبياء في تأكيد معنى الحب والتكافل والرحمة للإنسان، الذي نسي رحمة ربه في رحم أمه وخارجه في الكون حوله.

الله كفل الحقوق لجميع الناس

وتناول حقيقة الإسلام، إذ أوصى بمراعاة الناس بعضهم البعض كأنهم أسرة واحدة وإنْ اختلفت الأعراق والألوان.

وذكر أنًّه إذا كان الناس جيران على مستوى الشوارع والحارات والمدن والمحافظات، فهُم كذلك على مستوى الأوطان في القارة الواحدة وفي سائر القارات.

وأكد أن هذه كانت نظرة الإسلام للعالم وبني الإنسان، الذين يتساوون جميعًا أمام الله سبحانه وتعالى في الحقوق والواجبات.

لا فرق بينهم،كما أوضح إلَّا بالإيثار والتضحية من أجل بقاء الكل في أمن وأمان وسلام واطمئنان ، وسيظل الإسلام هكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ذلك لأن الكون ملك لله سبحانه وتعالى وليس ملك لشخص من الناس، حتى ولو كان في منزلة ومكانة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) عند ربه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى