
تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فتاوى كاذبة منسوبة للجماعات الإرهابية تُحرِّم المشاركة في استفتاء تعديلات الدستور المصري المرتقبة.
الفتاوى التي وصفها علماء الأزهر بـ«الفتاوى الكفرية» تزعم أن التعديلات المقترحة على الدستور المصري تخالف القرآن الكريم.
إلا أن العلماء يوضحون أن تعديلات الدستور لا علاقة لها بالدين، وأنها من أمور الدنيا التي أوكلها الشرع الحكيم لولي الأمر أو الحاكم.
استفتاء الدستور من أمور الدنيا الموكلة لولي الأمر
تقول الداعية أماني الليثي من واعظات الأزهر الشريف، إن جميع أمور الدولة والحكم والقانون والدستور، من أمور الدنيا التي أوكلها الله لولي الأمر، وأمرنا بطاعته.
حيث يقول الله سبحانه وتعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ» (النساء: 59)
وأضافت «الليثي» أن القرآن الكريم فوض الحاكم في تسيير جميع أمور الدنيا، دون أي تدخل أو إقحام للدين.
وألزمت الحاكم بـ«الشورى» وألزمت المحكوم بـ«الشهادة والرأي» والمتمثلة في عملية الاستفتاء والاقتراع.
وأكدت «الليثي» أن الله يحب العبد الصالح والإيجابي المشارك في أمور الدولة والمجتمع، ويكره العبد المتواكل.
يقول الله تعالى: « وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» (التوبة:105).
وبالتالي فإن أي مدَّعي باسم الدين يدَّعي أن التعديلات الدستورية أمر مخالف للشريعة الإسلامية، فهو «كذّاب أشر»، ولا يبحث إلا عن الفتنة وتفريق شمل المصريين.
الاستفتاء شهادة وكتمانها حرام شرعًا
وأشارت الداعية أماني الليثي إلى أن مقاطعة الانتخابات أو الاستفتاءات بشكل عام، أمر نهى عنه القرآن الكريم، لأن المشاركة في الانتخابات هي شهادة يؤديها المواطن أمام الله.
يقول الله سبحانه وتعالى: « …وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ…» (283:البقرة).
والآية تعني أن كل مسلم مُطالَب بالمشاركة والإدلاء برأيه الذي يُمليه عليه ضميره، ويُقر بشهادته أمام الله سواء بالقبول أو الرفض.