الأسرة والمجتمع

دعوة قرآنية إلى الأخلاق

الخطاب الإلهي أمر باتّباع التقوى في جميع أمور الحياة

القرآن الكريم هو أصل الأخلاق وغايتها في الإسلام، تعنى ببناء مفهوم التقوى وهي التي تجعل أداء العمل الطيب وتجنّب العمل الضار واجبًا محتمًا.

قال الله تعالى: «ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ» (البقرة: 2).

وقال تعالى: «وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ» (البقرة: 48).

الأخلاق التي أقرَّها الخطاب الإلهي تعود بالسعادة والنفع في النهاية على الفرد والدائرة المحيطة به والمجتمع بأكمله، والحاجة اليوم إليها أكثر من أي يومٍ مضى.

القيم الأساسية في الإسلام ثابتة لا تتغير لأنها صالحة لكل زمان ومكان وإن الأخلاق ليست من صنع الإنسان ولذلك فهي قائمة على اختلاف البيئات والعصور.

الإسلام وضع قواعد للأخلاق

الإسلام يحمل قواعد نظرية أخلاقية متكاملة تقود إلى الفضائل في أحسن ما تكون عليه، وهذا ينبع من غاية رسالة الإسلام التي هي رحمة للعالمين.

قال الله تعالى: «إِنْ هَٰذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ» (الشعراء: 137)،

وقال سبحانه: «وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ» (القلم: 4).

وتحمل الآيات الحض على مكارم الأخلاق من الأمر بالعفو والنهي عن نسيان الفضل، فقال تعالى: «وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ۚ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» (البقرة: 237).

دائمًا ما كان المنهج السديد في إصلاح الناس وتقويم سلوكهم، وتيسير سُبل الحياة الطيبة لهم، بأن يبدأ المصلحون بإصلاح النفوس وتزكيتها وغرس الأخلاق فيها.

الأخلاق في الخطاب الإلهي

كثرت الآيات القرآنية المتعلقة بموضوع الأخلاق، أمرًا بالجيد منها ومدحًا للمتّصفين بها، ونهيًا عن الرديء منها وذم المتَّصفين بها.

وتضمنت سورة الحجرات مجموعة من الأخلاق الحميدة والفضائل في الدعوة القرآنية، فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ» (الحجرات: 11 -12).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى