دور الدعاة في تصويب الخطاب الإسلامي
متطلبات العصر واحتياجات المتلقي هي الموجه الأساسي للنشاط الدعوي

إذا كان الطبيب يعالج الأمراض فإن الدعاة يعالجون السلوك غير القويم لمن يدعونهم بإرشادهم إلى الطريق الصحيح وفق تعاليم الإسلام.
الدعاة هم الخطوة الأولى في آليات تصويب الخطاب الإسلامي والذي يعول عليه في الفترة الأخيرة للخروج من حالة التخبط والافكار المغلوطة عن الإسلام.
يجب على الداعية أن يكون قادرًا على التعامل مع العصر الذي يعيش فيه وفي الوقت نفسه يكون ملمًا باحتياجات المتلقي مراعيًا الفروق الفردية بين الناس.
الدعوة الصحيحة لا بد أن تنطلق من قوله تعالى: «ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ…»(النحل:125)
ضرورة إمداد الدعاة بالعلوم المختلفة
من الضروري إمداد الدعاة بجميع العلوم التي يحتاجون إليها لمخاطبة الناس بشكل صحيح يضمن الخبرة اللازمة للتعامل مع جميع فئات المجتمع على تباينها.
بالإضافة إلى تزويد البعض منهم باللغات المختلفة لتمكنهم من إيصال صورة صحيحة عن الإسلام للعالم الخارجي.
الداعية يجب أن يتميز بعقلية مستنيرة تجعله يميز بين الثوابت والمتغيرات ودائمًا يطور أسلوب دعوته بصورة تتناسب مع متطلبات العصر .
أن يتجنب مخاطبة الناس بالخرافات والموروثات الواهية الموجودة في كتب التراث.
والتي غالبًا ما تتناقض مع صحيح الدين والفهم المنطقي لآيات القرآن الكريم.
الداعية يطّلع بشكل مستمر على القضايا المثارة في المجتمع على كافة المستويات.
حتى يستطيع توجيه خطاب يتناسب ويتزامن مع ما يشغل الناس في إطار ما أنزل الله بخصوص هذا الشأن في محكم التنزيل.
الداعية المستنير أساس تصويب الخطاب الإسلامي
وفي بحث مقدم عن «مقترحات تجديد آليات الخطاب الديني وتكوين الدعاة»، قال الدكتور أحمد علي سليمان: أن الداعية يعتبر قائدًا اجتماعيًا وموجهًا سلوكيًا.
فهو ليس موظفًا كل همه أن يلقي دروسه على الحضور وينصرف من المسجد.
ويرى أن تطوير العملية الدعوية الحالية وضبطها لكل عناصرها من أهداف ومحتوى وبرامج ودعاة ومتابعة إدارية.
وكذلك تقييم الأداء الدعوي الحالي والوقوف على أوجه الخلل في أركانه يجب ان يتم تطويره بشكل فعلي.
إن تصويب الخطاب الإسلامي والذي نحتاجه بشكل أساسي حاليًا يبدأ خطواته بإعداد الداعية المستنير.
الداعية الذي ينهض بمعاني الدين ولا تكون كل مهمته الخطابة والوعظ.
الداعية يجب أن يستخدم الوسائل التكنولوجية الحديثة في إيصال دعوته بشكل جذاب يتماشى مع الفكر المعاصر لمستخدمي هذه الوسائل .
هذا يتطلب من كافة الجهات المسئولة عن الدعوة في الدول إثراء العمل الدعوي وإحاطته باهتمام بالغ .
وكذلك الاهتمام بمعرفة متطلبات المجتمع وما يحتاجه وتوجيه الدعاة لذلك بتزويدهم بالمعلومات وعقد دورات تدريبية وتثقيفية لهم.
وعمل تقييم دوري للنشاط الدعوي ومعرفة السلبيات وكيفية علاجها.