رابطة مقدسة يحميها الخطاب الإلهي
الله تعالى أعطى العلاقة بين الزوجين ما تستحقه من قداسة وعناية

كشف كتاب «هدي الإسلام في الزواج والطلاق»، أنَّ جميع الرسالات التي جاء بها أنبياء الله، تتفق على أن الرابطة الزوجية مقدسة.
وذكر أن تقديسها ليس من الأمور التي تتغير بتغير الرسالات وليس مما ينسخ في شريعة من الشرائع، ولا مما يدخل تحت تطور الزمن أو تغير المكان أو يخضع لفلسفة نظرية أو واقعية تحاول إبطاله أو تشكيك الناس فيه.
الرابطة الزوجية مقدسة
وتطرَّق الكتاب الذي ألفه محمد المدني، إلى موقف القرآن الكريم منها، حيث يسمي رابطة الزوجية -عقدة النكاح- إشعارًا بأنها رابطة وثيقة يجب الحرص عليها.
وأشار إلى أن القرآن الكريم يصف رابطة الزوجية أنها ميثاق غليظ حيث يقول في شأن الزوجات: (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) (النساء: 21)، مع أنه يستعمل لفظ الميثاق في عهد الله بينه وخلقه وبينه ورسله وفي العهود التي يأمر برعايتها عامة بين الناس بعضهم ببعض.
واستشهد بقول الله تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (المائدة: 7).
وقال سبحانه: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ) (آل عمران: 81).
وقال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) (آل عمران: 187).
منع وقوع الطلاق بسهولة
وشدد المؤلف في الكتاب على أنه يجب وضع الحواجز وبذل الجهود الكثيرة لمنع وقوع الطلاق، خاصة أن الله أعطى الرابطة بين الزوجين ما تستحقه من قداسة وعناية.
وأكد أن الله سبحانه وتعالى يحب لهذه الرابطة الدوام وأن تظل مصدر سعادة وتعاون على البر والتقوى للزوجين ومصدر نفع للناس.
قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم: 21).
وأكد أن القرآن الكريم ينظر إلى سنة التزاوج والارتباط بين الرجال والنساء كأمر عظيم له خطره الكوني، وله قيمته الكبرى.
الغاية والفائدة من الزواج في الخطاب الإلهي
وأوضح أنه قد بيَّن الله الغاية والفائدة التي تعم منها وهي (السكن)، أي الأمن والثقة المتبادلة التي من شأنها أن تجعل كلا منهما إلى صاحبه سكنًا إليه، مستسلمًا استسلام من يأوى إلى سكنه، ثم المودة وهي صلة الحب والجاذبية الطبيعية التي يربط بها بين الزوج وزوجه فيجعل كلا منهما سعيدًا.