
الشهيد له فضل عظيم في الآخرة كما حددَّها الله (سبحانه وتعالى) في القرآن الكريم، ووضع له منزلةً عاليةً بين الناس أيضًا.
وتزامُنا مع احتفالات يوم الشهيد وجَّه الدكتور (أسامة الأزهري)، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، عدَّة رسائل أثناء إلقائه خُطبة الجمعة الماضية تحت عنوان «فضْل الشهادة ومنزلة الشُهداء».
40 مَرتبة للشهادة
وطالب المسئولين بالمُحاسبة الصارمة لكل مُهمل يتسبب بأذى مصري واحد، قائلًا: إنَّ كل من فاضت روحه مع ذرة ألم عُرِّفَ بشهيد الآخرة، مِثل الغريق والميت في بَطنه ومن ماتت في الوضع، حيث إنَّ هناك 40 مرتبة للشهادة.
وأكَّد أنَّ الإرهابي الغادِر الذي يريد بالوطن وأبنائه شرًا يستوي في السُوء بالمُهمل الفاسِد الذي يتسبب في إزهاق الأرواح.
«البطل الشهيد (عبدالمنعم رياض) الذي فاضَت روحُه الطاهرة في أعنف اشتباك قامت به قواتُنا المُسلحة ضد العدو الإسرائيلي في حرب الاستنزاف؛ إننا في هذا اليوم وإلى أن نلقى الله سنتَذكرَك أيها الشهيد العظيم بكامل العِرفان والوفاء لشخصِك وقيمتك وشهادتك».. بتلك الكلمات وجَّه رسالته إلى بطل مصر وشهيدها الفريق «رياض».
ورسالة أُخرى وجهها إلى الجُنود «إن أشقائكم من زُملاء الرِباط الذين سبقوكم ونالوا درجة الشهادة قَدِموا إلى ربهم واطمئنوا أنَّ الوطن من بعدِهم أمانة في أيديكم”.
وقال: بين حينٍ وآخر يتجلى الله على تلك الصَفوة من رجال الوطن الأبرار بمزيد من الاصطِفاء والتكريم فإذا بأحدِهم على حين غِرة فاضت روحه إلى بارئه شهيدًا فازدادت منزلته عند الله والنَّاس رُتبة على رُتبة ومنزِلة على منزِلة ومَجدًا على مجد وفخرًا على فخر.
وأضاف: اصطفاه الله عزّ وجل شهيدًا فإذا بثواب المُرابطة والعَين التي باتت تحرُس في سبيلِ الله قد ازداد بعضُ أفرادِها شرفاً على شرف.
«وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» (آلِ عِمران: 169) وذكرَ أنَّ تلك الآيات تحدثت عن مكانة الشهيد.
ووصفًا لتكريم الله للشهيد، ذَكَر قوله تعالى «وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا» (النساء: 69).
وأكد أنَّ الله تعالى وصَف مشهدَهم ويقينَهم وثباتَهم وقوتَهم في قولِه «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» (التوبة: 111).