كتب

«رسالة الإسلام» رحمة وعدل وحرية وسلام

كتاب يوضح الفرق بين الخطابين الديني والإلهي

استطاع المتآمرون على رسالة الإسلام وأعداء الله أن ينشئوا روايات تتعارض مع قيم القرآن وسماحة الدين، فقد تمكَّنوا من تمزيق وحدة الرسالة الإلهية إلى مرجعياتٍ متناحرة ومتصارعة ومتقاتلة من خلال ترسيخ مبادئ الخطاب الديني على حساب الخطاب الإلهي.

كتاب «رسالة الإسلام» للمفكر العربي علي الشرفاء الحمادي الصادر عن مؤسسة رسالة السلام للأبحاث والتنوير يوضح الفرق بين الخطابين الديني والإلهي.

كتاب رسالة الإسلام يفرق بين الخطابين

يقول «الشرفاء»: الخطاب الإلهي مصدره ومرجعيته الوحيدة القرآن الكريم، هو كلمة الله وآياته، حيث أمر رسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم- بأن يبلغها للناس كافة في كتابٍ كريمٍ.. قرآن مبين يستهدف سعادة المجتمعات الإنسانية معتمدًا على عبادة الإله الواحد.

فقد وضع لهم خارطة طريق تخرجهم من الظلمات إلى النور بتشريع أساسه الرحمة، والعدل، والأخلاق، وتهذيب النفس بالارتقاء بها وبالقِيَم النبيلة، والمحبة بين الناس، والتسامح والتعاون والسلام.

إن الوعد الإلهي بالجنة ونعيمها يمنحه اللهُ للمؤمنين الذين اتّبعوا ما أنزل الله على رسوله من آياتٍ في كتابٍ مبين وعملوا صالحًا والتزموا بالتشريعات الإلهية وأخلاقيات القرآن والفضيلة.

وعدهم الله تعالى في قوله سبحانه: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ (53) كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ ۖ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56)» (الدخان).

أمَّا «الخطاب الديني»، فقد اعتمد على رواياتٍ ليس لها سند أو دليل من المنطق تتناقض مع آيات الله، تتخذ من خطاب الكراهية والتكفير لمن لا يتبع منهجهم، ويحرضون على قتلِ الأبرياءِ ويصادرون حقَ

الإنسان في اختيار عقيدته، ويشعلون الفتن في المجتمعات المسالمة، ويستبيحون كل ما تطاله أيديهم من أموالٍ وثرواتٍ، واستحلال حقوق الناس، ويدفعون الشباب لتفجير أنفسهم بعد إقناعهم بوعودٍ ضالّة وكاذبة بالجنة وما فيها من حور عين وقصورٍ، وما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت، وهم أعداء للحضارة والتطور، وأعداء لشرع الله في كل ما أمر به الله من عمل الصالحات والمعروف، واستباق الخيرات ونشر السلام لبني البشر جميعًا، فماذا وعدهم الله سبحانه نتيجة أعمالهم؟

الخطاب الديني اعتمد على الروايات

لقد أسس «الخطاب الديني » الذي اعتمد على الروايات، لظهور مرجعيات دينية متعددة ومتناقضة، خلقت طوائف عديدة في المجتمعات الإسلامية، وكل طائفة تعصبت لمرجعيتها، فتفرّق المسلمون في المجتمع الواحد وأدى ذلك إلى صراع فكري تصادمي، تحوّل بعد ذلك إلى اقتتال بين المسلمين في المجتمع الواحد، حيث تحوّل بعد ذلك إلى اقتتال بين المسلمين في المجتمع الواحد، حيث حلَّت بهم الكوارث الواحدة تلو الأخرى.

وقال فيهم سبحانه:

«إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ» (الأنعام : 159)

وقال تعالى: «اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (التوبة : 9).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى