
وجهت مؤسسة «رسالة السلام» للتنوير والابحاث، رسالة إلى مؤتمر وثيقة مكة المكرمة، ثمنت فيه الجهود المبذولة، لوضع خارطة طريق تُعِين الامة العربية على تجاوز المآزق التي تعيشها.
وكان نص الكلمة التي وجهها، حي حسن، الأمين العام لمؤسسة رسالة السلام العالمية، في كلمته الموجهة للمشاركين في مؤتمر وثيقة مكة، هي:
السلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته..
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الأمة الإسلامية المجتمعين في رحاب مكة الطاهرة.
أصحاب الفضيلة والسماحة العلماء والمشايخ والمفكرين وقادة الرأي المجتمعين في مؤتمر مكة.
أزف إليكم تحايا وتقدير وتثمين مؤسسة رسالة السلام العالمية.
لقد تابعنا المضامين الحكيمة والرزينة التي تفضل بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمته الموجهة لمؤتمر وثيقة مكة المكرمة، وهي كلمة تستحق أن تكون خارطة طريق تُعِيننا على تجاوز المآزق التي تعيشها الأمة.
وأدعو لاجتماعاتكم بالنجاح والتوفيق لما فيه خدمة أمتنا الإسلامية التي هي في أمس الحاجة إلى العودة إلى تعاليم الإسلام السمح؛ المبسوطة في كتاب الله سبحانه وتعالى؛ فهو وصفة النجاح وانتصار أمتنا في اجتياز التحديات الكبيرة التي تواجهها حاليًا.
انطلاقًا من الآيات الكريمة التالية:
قوله سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ» (البقرة: ٢٠٨)
قوله سبحانه: «وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (البقرة: ٢٢٤)
قوله سبحانه: «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواۚ» (آل عمران: ١٠٣)
وقوله سبحانه: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ» (فصلت: 34)
وقوله سبحانه: «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْۖ وَاصْبِرُواۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» (الأنفال: ٤٦)
وقال سبحانه: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِۚ وَاتَّقُوا اللَّهَۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» (المائدة: ٢)
وقال سبحانه: «وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » (الأنفال: ٦١)
وقوله سبحانه: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» (الحجرات: ١٠)
وقال سبحانه: «وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ» (يونس: ٢٥)
وقال سبحانه: «كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًاۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ» (المائدة: ٦٤)
أدعو الله تعالى أن ترفرف على اجتماعات مكة الحكمة ونية الإصلاح، وإطفاء لهيب النار التي يشعلها الشياطين التي ستزيد من مأساة العرب والمسلمين تدميرًا وقتلًا وتشريدًا.
ويصدق علينا قول الله سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ» (يونس: ٤٤)
وقوله سبحانه: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ» (فصلت: 34)
تحياتي والسلام على من اتبع سبل السلام.