
تكريم المرأة يُعد من أبرز الأمور التي اهتم بها الإسلام، مع اختلاف مكانتها أمًا كانت أو زوجة أو ابنة أو أختًا وكفل لها حريتها.
لم تكن المرأة تنال حقًا من حقوقها في أي وقت سابق بل كانت بمنزلة العار الذي يُلحق بأهلها وذويها لا سيما الظلم والاضطهاد الواقع عليها على مر العصور.
جاء الإسلام ورفعها مكانًا عليًّا وجعلها قسيمة الرجل، وليس أبلغ مما أعطاه الله للمرأة من تكريمها ووضعها في هذه المكانة.
تم تخييرها الحياة في كنف الرسول في ظل حياته الخاصة المتصلة بالله والزهادة في الدنيا أو المفارقة للانغماس في الدنيا وملذاتها.
قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا» (الأحزاب: 28/ 29).
الإسلام كفل حقوق المرأة
أرسى الإسلام الأسس والقواعد التي أصّلت للمرأة الأخذ والرد بالرأي والمشورة وحرية الفكر، فلا اضطهاد ولا انتهاك لحق يجب عليها ولا حجر على إرادتها.
وكذلك رفع شأنها وأقر لها حقًا في الميراث زوجة وأمًا وبنتًا وأختًا، فقال الله تعالى: «لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ۚ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا» (النساء: 7).
لم يكن للبنت صداقًا ولا مهرًا عند بعض القبائل في الجاهلية بل كان يشتريها الرجل ويدفع ثمنها لأبيها كما تُشترى السلعة.
أبطل القرآن ذلك وجعل لها مهرًا وصداقًا من حقها لا يأخذ أحدٌ منه شيئًا إلَّا بطِيب نفس منها قال تعالى: «وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا» (النساء: 4).
مكانة النساء في الخطاب الإلهي
كرّم الإسلام المرأة زوجة، فجعل الزواج منها آية من آياته فقال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (الروم: 21).
وبلغ من تكريم الإسلام للمرأة أنَّه خصَّص باسمها سورة من سور القرآن الكريم سماها «النساء»، ما يُعد تقديرًا لمكانتها.
كان العرب في الجاهلية يكرهون البنات، ويدفنونهن في التراب أحياء خشية العار، لكنَّ الإسلام أنكر هذه العادة، وصورها القرآن في أبشع صورة.
قال تعالى: «وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ» (النحل: 58 / 59).
وبالغ الله سبحانه وتعالى في الإنكار عليهم في دفن البنات، فقال: «وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ» (التكوير: 8/9).