طاقة نور

قراءة «علمية» في «أركان الإسلام»

عندما صدر كتاب «المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، للباحث والمفكر العربي «علي محمد الشرفاء الحمادي»، عن دار النخبة للطبع والنشر بالقاهرة، كان مؤلفه وناشروه يتوقعون الكثير من المشاحنات الفكرية بين مؤيدي ومعارضي هذا الكتاب القيم، والذي ينسف أحد التابوهات المقدسة لدى زعماء ما يسمى بالمذاهب الفقهية سواء عند السنة أو الشيعة.

إلا أن الكتاب قد أصبح أعلى شأنًا من مجرد حجر تم إلقاؤه في المياه الفقهية الراكدة، وأعاد باب الاجتهاد على الأسس القرآنية للحياة مرة أخرى، إذ أصبح للكتاب مدرسة فكرية من نوع خاص، لها الكثير من التلاميذ والباحثين في ربوع الوطن العربي والعالم الإسلامي، الذين منحتهم جرأة «الحمادي» الضوء الأخضر لينطلقوا في أبحاث ودراسات تتحدى علماء ومشايخ «الخطاب الديني» وتستعيد للخطاب الإلهي عظمته وريادته.

وفي هذا السياق الفكري، أعد الباحث الموريتاني الأستاذ الفقيه «نوح محمد عبد الله عيسى» دراسة نقدية وعلمية، حملت عنوان «أركان الإسلام بين الاختزال والاستغفال.. قراءة في كتاب (المسلمون.. بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي) للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي»، تؤكد ما ذهب إليه المفكر الإماراتي وتؤيده تمامًا، وهو ما نرصده في الأسطر التالية باستعراض النص الكامل للدراسة:

 

المقدمة

لقد أرسل الله محمدًا، صلى الله عليه وسلم، برسالة خالدة هي القرآن الكريم، فيه كل شيء.. نبأ ما قبلنا، وخبر ما بعدنا، وما بينهما، فهو حبل الله المتين، وصراطه المبين، من تمسك به عز، ومن تركه ذل، لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

والقرآن الكريم، هو مصدر التشريع، فكل شيء ليس في القرآن، فهو غير شرع ولا دين، إذ إن الدين قد كمل يوم قال الله تعالى:

(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).. (المائدة: 3).

فما لم يكن يوم نزول هذه الآية دينًا فلن يكون اليوم دينًا.

وفي هذا البحث، سنتحدث عن أركان الإسلام من خلال القرآن الكريم، وما حدث فيها من خلط الحابل بالنابل، وجعل الأمة.. أمة صلاة وصيام وحج.. بعيدًا عن الصدق والأمانة والعفة والأخلاق.

 

1 2 3 4الصفحة التالية
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى