روايات مَكذُوبة شوَّهت صورة الإسلام «1»
أحاديث مُلَفقة لشرعنة أعمال القتل والعنف والإرهاب

كتب: حماد الرمحي
كان المسلمون في عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمة واحدة، إلههم واحد، وكتابهم واحد وهو القرآن الكريم، ونبيهم محمد (صلى الله عليه وسلم).
إلا أنه بعد وفاة الرسول تفرّق شمل المسلمين، وصاروا شيعًا وفرقًا، وكل فرقة تدّعي أنها حاملة لواء الإسلام، وأنها كما يزعمون الفرقة الناجية.
وفي محاولة منهم لإصباغ الشرعية على فرقتهم المُنشقة عن صف الأمة، لفقوا روايات وأحاديث نسبوها زورًا وبهتانًا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
واعتمدوا على إسرائيليات دسّها أحبار اليهود بين المسلمين ليزيدوا من حدة الخلاف والفُرقة بين المسلمين.
روايات وأساطير استباحت دماء المسلمين
ونبدأ بالأكذوبة الأولى من سلسلة روايات شوهت صورة الإسلام، برواية موضوعة تتحدث عن أهل الشام تصفهم بأنهم سوط الله في الأرض.
وبكل أسف استغلت الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة هذه الروايات الملفقة لاختلاق شرعية لأعمال القتل والعنف والإرهاب التي تقوم بها في سوريا حاليًا.
أما نص الرواية التي ينسبونها كذبًا وزورًا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، والتي يستخدمونها كدليل شرعي لسفك الدماء ونهب الأموال وهتك الأعراض فتقول:
«أهل الشام سوط الله في أرضه ينتقم بهم ممن شاء من عباده، وحرام على منافقهم أن يظهروا على مؤمنيهم، ولا يموتوا إلا غمًا وهمًا».
الإسلام بريء من روايات الدم
يقول الشيخ مصطفى العطفي وكيل وزارة الأوقاف الأسبق ومن علماء الأزهر الشريف، إن هذه الرواية لا أساس لها من الصحة، وهي من الأقوال الموضوعة والمكذوبة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وأكد «العطفي» أن هذه الرواية تستغلها الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق كدليل شرعي لقتل الأبرياء وسفك الدماء وهتك الأعراض باسم الجهاد.
وشدد على أن ما تقوم به تلك الجماعات ليس له أساس من الدين، وهي جرائم قتل، وينطبق على فاعلها حد الحرابة كما قال الله تعالى:
«إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» (المائدة: 33)