الأسرة والمجتمع

« زواج القاصرات ».. جريمة إنسانية وخطيئة شرعية

الجماعات المتطرفة تؤمن بصحة زواج القاصرات لإشباغ رغباتهم الجنسية باسم الدين

«زواج القاصرات».. جريمة ضد الإنسانية يرتكبها جميع أعضاء الجماعات الأصولية والتكفيرية تحت زعم أنها سنة نبوية على الرغم من أنه لا أصل لهذه السنة المزعومة، ولكنهم في الحقيقة يقبلون على زواج الفتيات القاصرات لإشباع رغباتهم الجنسية، وشهواتهم البهيمية تحت ستار الدين والشريعة.!

«التنوير» تناقش قضية «زواج القاصرات» مع العلماء والمتخصصين في السطور التالية.

◄ «الخضري»: «زواج القاصرات» بدعة.. والإسلام بريء منها

يقول الدكتور نصرالدين الخضري عميد كلية العلوم الأزهرية بمحافظة جنوب سيناء، إنَّ الجماعات الأصولية المتشددة تستغل التأويلات القاصرة والباطلة والمحرفة والتي لا تتناسب مع مقصود الشريعة الإسلامية التي جاءت في الأساس لحفظ النفس البشرية من أجل تحقيق مصالح شخصية،ومآرب دنيوية لا علاقة لها بالشريعة الإسلامية وفي مقدمتها مسألة «زواج القاصرات».

◄ زواج القاصرات خطيئة شرعية

وشدد الدكتور نصر الدين الخضري على أن الشريعة تتدخل دائماً لإنصاف المرأة وليس إلحاق الضرر بها، فتحرم إلحاق الضرر بها ولا شك أن الزواج في سن مبكر وقبل البلوغ فيه ضرر بالفتاة قد يودي بحياتها، وهنا يصبح الزواج محرماً وولي أمرها أثماً، وزوجها الذي تزوجها بغير رضاها مرتكباً لإثم وخطيئة وجاز لها شرعاً أن تطلب منه الطلاق، لحماية نفسها وبدنها ودينها إذا ما رأت أن الزواج يضر بها حيث قال تعالى: « وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ».

كما أن زواج الفتاة القاصر بدون رضاها يبطل عقد الزواج، لأن الأصل في الزواج هو القبول والإيجاب، ومن هذا المنطلق أفتى معظم العلماء بتحريم زواج القاصرات ما ترتب عليه إلحاق الضرر بالفتاة.

◄الدكتور أحمد ياسين: 70 ألف حالة وفاة سنوياً للأمهات بسبب الزواج المبكر

وفي نفس السياق يقول الدكتور أحمد ساسين أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة الأزهر الشريف أن الزواج المبكر له العديد من المخاطر التي تهدد حياة الفتاة.

وأكد ياسين في تصريح خاص لـ«التنوير» أن جميع تقارير منظمة الصحة العالمية واليونسيف أكدت أن معدلات الإجهاض ووفاة الأمهات أثناء الحمل بالنسبة للفتيات اللاتى يتزوجن فى سن مبكر ترتفع بشكل كبير عن غيرهن من الأمهات البالغات، وأن هناك 70 ألف حالة وفاة سنوياً للأمهات اللاتى تزوجن ما بين عمر 14 -18 عاماً.

فضلاً عن أنه تزداد خطر وفاة الطفل المولود بنسبة 60% إذا كانت الأم أقل من 18 عاماً، ويكون الطفل المولود أكثر عرضة للإصابة بنقص الوزن عند الولادة وسوء التغذية وتأخر النمو البدني والإدراكي.

كما أن الفتيات اللاتى يتزوجن فى سن مبكر يتعرضن للعنف والاعتداء البدنى والاستغلال أكثر من غيرهن بسبب قلة خبراتهن سواء على المستوى الإجتماعي أو حتى في العلاقة الجنسية، وهو ما ينتهي غالياً بالطلاق وهدم الأسرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى