أركان الإسلام

شروط الاعتناق «الصحيح» للدين الإسلامي

الاعتقاد بوحدانية الله .. الاستعداد لتَحمُّل تكاليف العبادات

إنَّ اعتناق الدين الإسلاميّ، يستوجب الاعتقاد بوحدانية الله، خالقِ السماواتِ والأرضِ، إله واحد لا شريك له، والاعتراف بدخوله للإسلام يعتمد على اقتناع الإنسان بأنْ يشهد أنَّ لا إله إلا الله وأنَّ مُحمدًا رسول الله، والاستعداد لتَحمُّل تكاليف العبادات، والالتزام بتجنّب المحرّمات، والعمل بجهاد النفس للارتقاء بالقيَم الإسلاميّة، والتمسُّك بسلوكيّات المسلم الحق وقيم الفضيلة والأخلاق التي يدعو إليها الإسلام، وإزاء تلكُم المسؤولية بالوفاء بالتزام بتطبيق تكاليف العبادات لله، وما جاءت به الآيات من أمر بالأعمال الصالحة لمنفعة الناس، كما أن الله سبحانه ينبيء رسوله بأنَّ المسلمين سوف يبتعدون عن القرآن في المستقبل وسوف يتّبعون روايات استحدثها الناس على لسان رسوله متعدّدة المصادر ومختلفة المقاصد، تتسببت في تفرّق المسلمين وتنفث سمومها التي تثير الفتنة بين المسلمين فكونت بُؤرًا للصراع والقتال فيما بينهم ليسقط عشرات الآلاف من المسلمين. وكلّ فئة تقتل الأخرى بشعار «اللهُ أكـبرُ» وكل فرقة تدّعي أنها صاحبةَ الدعوة الحقة لدين الإسلام، وهي وحدها تملك الحقيقة دون غيرها وفهم الإسلام الصحيح أفضل من الفرق الأخرى حيث تعتبرهم فرقا ضالة وكافرة يستوجب إقامة حد الردة عليهم.

عندئذٍ يحدث الصدام بينهم على الأفضلية فيمن يحمل دعوة الإسلام ويبلغ التنافس أشده فيما بينهم ويحدث ما لا تحمد عقباه من جرائم القتل واستباحة الأعراض وتشريد النساء والأطفال، فمنهم من يسقط ميتًا فى الطريق، ومنهم من يصل لمناطق الأمان منهكًا وهزيلًا، ليسقط هو الآخر يلفظ أنفاسه الأخيرة، ذلك ما سببته الروايات والإسرائليات، وما صنعته من فتن وحروب نفسية، أدت إلى إضعاف قوة المسلمين على الرغم من تحذير الله لهم بقوله:

(وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين).. (الأنفال: 46)

 

 

المصدر:

«المسلمون.. بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، والصادر عن «دار النخبة للطبع والنشر والتوزيع»، للباحث والمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى