أركان الإسلام

«صدقة البئر».. فريضة العدل ونشر السلام

«الإفتاء»: يجوز حفر «آبار مياه» في إفريقيا من أموال الزكاة

صدقة البئر تُعتبر أحد أوجه الصدقات الجارية، ومصارف الزكاة التي انتشرت خلال الآونة الأخيرة، لمواجهة أزمة نقص مياه الشرب في عدد من البلدان والمدن الإفريقية.

كثير من الجمعيات الخيريةو مؤسسات المجتمع المدني حفرت آبارًا للمياه، لإعادة الحياة إلى مناطق الفقر والجفاف، وحمايتها من الأمراض التي تهدد الحياة والبيئة عن طريق الصدقة الجارية وأموال الزكاة .

 حالياً عدد غير قليل من الجهات والدول تخصص نسبة من صدقاتها لحفر تلك الآبار، إيمانًا منها بأنَّها تساعد في وصول المياه العذبة والنظيفة لمن يفتقدونها في المناطق الفقيرة.

صدقة البئر.. مصرف للزكاة في إفريقيا

وتُوضح “دار الإفتاء” في فتوى لها، أنَّه يجوز حفر أبار مياه في دول إفريقيا الفقيرة من أموال الزكاة، مشيرة إلى أن “صدقة البئر ” واجبة إذا كان هناك منطقة انعدم فيها الماء وأهلها يحتاجونه وهم من فقراء المسلمين.

وذلك لأن مصارف الزكاة لم تقتصر على شيء بعينه، بل جعلها الله تعالى في مجالات عدَّة، وبذلك جاز صرفها فيما ينفع الدين والمسلمين والمجتمع.

وعن مصارف الزكاة، يقول الله تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» (التوبة : 60).

ويتفق المفكر العربي، “علي محمد الشرفاء الحمادي” ، مع ذلك الرأي، حيث يقول إنَّ للزكاة في الخطاب الإلهي هدفًا محوريًا وهامًا، لإرساء قاعدة التكافل الاجتماعي في أجَلّ صوره.

الصدقة جهاد في سبيل الله وسعيًا إلى مرضاته

ويضيف فى كتابه ” الزكاة صدقة وقرض حسن ” الصادر عن (مؤسسة رسالة الإسلام للأبحاث والنشر ) :  “كان تعبير الخطاب الإلهى فى ذلك بعبارة الإنفاق فى سبيل الله وهذا الإنفاق هو نوع من الجهاد ”                                                                                                                                     

 وأوضح قائلاً  : “بذلك يُعد سعي الأمة للتكافل فيما بينها جهادًا في سبيل الله، وسعيًا إلى مرضاته” 

   إذ يقول الله تعالى:  “الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ” ( التوبة : 20)

ولفت إلى أنَّ «الزكاةتجسد أعلى صوّر التكافل الاجتماعي، وبها يعمُر المجتمع ويزدهر».

ويقول: «مقاصد الخطاب الإلهي في شأن الزكاة، تحمل من الدلالات العظيمة ما يعجز عن إدراكه الكثير ممن تسموا بعلماء وفقهاء».

ويؤكد على أنَّ «الزكاة في التشريع الإلهي تحمل بين طياتها سرًا من أسرار هذا الدين القيِّم حين تكون عاملًا هامًا، وأداة محورية في الحفاظ على وحدة الأمة وسلامة مجتمعاتها».

ويوضح أنَّه «قد سُميَّت الزكاة بهذا الاسم، لأنها تُزكي النفس البشرية وتطهرها وتجعلها مطواعة للخير، بعيدة عن الشر، بفعلها يصلح المجتمع ويأتلف ويغدو متماسكًا قويًا كالبنيان المرصوص».

وتابع: (من هنا جُعلت الزكاة ركنًا وفرضًا حالها حال الصلاة والصيام وحج بيت الله الحرام ) مِصداقًا لقوله تعالى: «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» البقرة/ 110).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى