«صكوك الغفران» في خطاب جماعات الشر!
الجماعات الإرهابية تستقطب الشباب بغنائم الجهاد والحور العين وخمر الجنة

«النصر أو الشهادة.. والحور العين.. والخمر الحلال.. والعسل المصفى.. والنعيم المقيم» مفردات تستخدمها الجماعات الإرهابية وكأنها « صكوك الجنة » لاستقطاب الشباب نحو جماعاتهم المنحرفة لإستخدامهم كوقود لإحراق الأمة الإسلامية بتصرفاتهم وأعمالهم المشينة التي أساءت إلى الإسلام.
«التنوير» تناقش في السطور التالية قضية « صكوك الجنة » لدى الجماعات الإرهابية التي تستخدمها كمصيدة لاستقطاب وتجنيد الشباب للزج بهم في معارك لا علاقة لها بالشريعة الإسلامية، وبكل أسف يسقط شباب الأمة المغرر بهم ضحية أكاذيب الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها «إما النصر أو الشهادة» وهي مقولة حق يراد بها باطل حيث يلقون بها الشباب إلى التهلكة التي نهانا الله عنها حيث قال تعالى: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)» البقرة.
يقول الدكتور رمضان حسان، أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إنَّ فكر الجماعات المتطرفة تتركز على نقاط بعينها بهدف إغواء واستقطاب الشباب لتجنديهم ضمن صفوف الجماعة لاستخدامهم بعد ذلك في معارك ضد الدولة والحكام والأبرياء من المواطنيين تحت زعم الجهاد في سبيل الله، والجهاد منهم براء، حيث أن ما يقومون به هو نوع من القتل والفساد وليس جهاداً كما يزعمون.
وأضاف حسان لـ«التنوير»: إن مصطلح «النصر أو الشهادة» الذي تستخدمه تلك الجماعات الإرهابية لقتل الشباب باسم الدين، هو حق يراد به باطل، لأن هذا المصطلح لا ينطبق على هؤلاء المجرمين القتلة، وإنما ينطبق على على صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم الذين أمرهم النبي بالجهاد في سبيل الله للدفاع عن الإسلام من هجوم الأعداء، كما ينطبق هذا المصطلح على كل مسلم أمره ولي الأمر بالجهاد للدفاع عن أرضه وعرضه وماله، بشرط أن يكون أمر وقرار الجهاد نابعاً من الحاكم المسلم «ولي الأمر الشرعي» وليس قرار جماعة إرهابية مارقة عن الدين والدولة.
وأضاف الدكتور رمضان حسان إن المفردات الأخرى التي يغوون بها الشباب لتجنديهم في صفوف الجماعة مثل «الحور العين.. والخمر الحلال.. والعسل المصفى.. والنعيم المقيم» هي مفردات حقيقية ولكن صاحب الإستحقاق هم أهل الجنة وليس آل الضلال والقتل والإرهاب الذين استباحوا دماء وأعراض وأموال الأبرياء، لأن هؤلاء القتلة قد جعلهم الله في جهنم وبئس المصير كما قال تعالى: « وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا» (الآية 88 سورة آل عمران).
وقال الله عز وجل: «وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا».
وأشار إلى أنَّ دور العلماء هام جدًا بالنسبة لتوجيه الشباب نحو الحق، لتبصير الشباب بقضايا دينهم الصحيح وبيان ضلال وكذب وانحراف تلك الجماعات الإرهابية عن صحيح الدين الإسلامي الحنيف.